هـل مخطـىء حـتفـه عـفـر بشـاهقـة ، أبو نواس

هَـلْ مُخطِـىء ٌ حَـتْفـهُ عُـفْـرٌ بشـاهقـة ،

رَعَى بأخيافِها شَثّاً وطُبّاقَا

مُسَوَّرٌ مِنْ حِبَاءِ الله أسْوِرَة ً،

يركَبْنَ منها وَظيفَ القَينِ والسّاقَا

أوْ لَقْوَة ً أُمّ انهيمينِ في لُجُفٍ،

شَبيـهَتَيْـهـا شَـفـا خَـطْـمٍ وآمـاقَــا

مُهَبَّلٌ دينُها، يوماً، إذا قَلَبَتْ

إليهِ مِنْ مُستَكفّ الجو حِملاقَا

أو ذو شـيـاهٍ ، اغَنّ الصّـوْتِ ، أرّقَـهُ

وبلٌ سـرَى ما خضَ الوَدقَتينِ ، غَيداقَـا

حتى إذا جَعَلَ الإظـلامُ يعـرِضُـهُ

شَمــائـلاً ، ورأى للصّبـحِ إيـلاقَــا

غَــدا كـأنّ عـلَـيـهِ مِـن قَـواطِـرِهِ ،

بحيثُ يَستَوْدِعُ الأسرارَ أخلاقَا

أو ذو نحــائِصَ أشبــاهٍ إذا نَسقَتْ

مَناسِجاً، وثنَتْ مَلْطاً وأطْباقَا

شَتَـوْنَ حتى إذا مـا صِـفْـنَ ذكّـرَهـا

من مَنهَـلِ مَـوْرِداً ، فـاشْتَقنَ وَاشتاقَا

يَؤمّ عَيناً بها زَرقاءَ، طاميَة ً

يَـرَى علَيهـا لُجَيـنَ المــاءِ أطْـراقَـا

زارَ الحِمامُ أبا البَيداءِ مُخْتَرِماً،

ولم يُغادِرْ لهُ في النّاسِ مِطرَاقَا

وَيْلُمّهِ صِلُّ أصْلالٍ، إذا جَفَلُوا

يرَوْنَ كلّ مُعَيّ القَوْلِ مِغْلاقَا

يا ربّ عَوْراءِ ذي قُرْبَى كتَمْت، ولو

فشَتْ لألقَتْ على الأعناقِ أطواقَا

ومن قَوارعَ قد أخرَسْتَ ناطقَهـا ،

يحمِلْنَ مِنْ مُخطَفاتِ القومِ أوْساقَا

ومِـنْ قَـلائِـدَ قَدْ قَلّدتَ بـاقِيـَـهـا

فـقـلْـتُ ، لا حَـصِـراً بما وَعَتْ أُذُنا

داعٍ ، وَلا نَـدُسـاً لـلإفْكِ خـلاّقَـا

صِلٌّ، إذا ما رآهُ الْقوْمُ عامِدَهمْ،

أزاحَ نـاطِقَـهُـمْ صَـمـتـاُ وَإطْراقَـا

فلَيسَ للعـلْـمِ في الأقوامِ بـاقيَـة ٌ ،

عـاقَ العَـواقـي أبـا البَيـداءِ ، فانعـاقَـا