يا رُبّ صاحبِ حانَة ٍ قد رُعتُهُ،
|
فبَعَثْتُهُ من نَوْمِهِ الْمُتَزَمِّلِ
|
عَـرَفَتْ ثيابَ الطّارقينَ كِـلابُهُ ،
|
فيَبِتْنَ عن سَننِ الطّريقِ بمعزِلِ
|
ما زِلتُ أمتَحِنُ الدّساكرَ دونَهُ،
|
حتى دُفِعْتُ إلى خَفيّ الْمَنْزِلِ
|
فعَرفتُـهُ ، والـلّيْلُ مُلتَبِـسٌ بنـا ،
|
برَفيفِ صَلعَتِهِ وشيبِ المِسحَلِ
|
يا صاحبَ الحانوتِ لا تكُ مشعياً،
|
إنّ الشّرابَ مُحرَّمٌ كمحلَّلِ
|
فـدع الذي نبـذتْ يداكَ ، وعاطني ،
|
لله دَرُّكَ ، مـن نَـبيـذِ الأرْجُـلِ
|
ممّا تَخَيّرَهُ التّجارُ، ترَى لها
|
قَـرْصـاً إذا ذيقَـتْ كقَـرْصِ الفلفُـلِ
|
ولها دَبيبٌ في العِـظامِ كأنّـهُ
|
قَبضُ النّعـاسِ ، وأخـذُهُ بـالمِفـصَـلِ
|
عَبِقَـتْ أكُفّهُـمُ بها ، فكأنّمــا
|
يَتنـازَعونَ بها سِخـابَ قَـرَنْفُـلِ
|
تَسقيكَهـا كَفٌّ إليـكَ حَبيبَـة ٌ ،
|
لا بدّ أنْ بخِلَتْ، وإنْ لم تَبخَلِ
|