ومَجلسٍ ما لَهُ شَبيهٌ،
|
حَلّ بهِ الْحُسنُ والْجَمالُ
|
يَمْطُرُ فيهِ السّرورُ سَحّاً،
|
بديمَة ٍ ما لها انْتِقالُ
|
شَهِدْتُهُ في شَبابِ صِدْقٍ،
|
ما إنْ تُسامَى لَهُمْ فَعَالُ
|
نأخُذُ صَهباءَ، بنتَ كَرْمٍ،
|
عَذراءَ، لم تُؤوِها الحِجالُ
|
نَشرَبُها بالكِبارِ صِرْفاً،
|
ولَيسَ في شرْبنا مُطالُ
|
يَسعَى بها مُخطَـفٌ ، غـريرٌ،
|
كأنّهُ البَدْرُ، أو مِثالُ
|
فصُرّعَ القومُ، واستَدارَتْ
|
رحَى الحُـمَيّـا بهم ، فمـالُـوا
|
كأنّما الشَّربُ بَعدَ هَـذْي ،
|
صَـرْعَى تَمـادى بهـمْ كَـلالُ
|
حتى إذا ما بـدا سُهَـيْـلٌ ،
|
وحانَ مِنْ لَيلِنـا ارْتِـحــالُ
|
نبّهتُ طَلْقَ اليَدَينِ، سَمحاً
|
يمطرُ من كفّهِ النّوالُ
|
فـقلتُ : خذْها فـدَتْكَ نَفسي ،
|
فكُلّ شيءٍ لَهُ زَوالُ
|
فقامَ، والنّوْمُ في الْمَآقي،
|
كأنّما مَسّهُ خَبالُ
|
ثمّ احتَبَى مُسرِعاً، وغَنّى
|
بخُـسـرَويٍّ لَـهُ دَلالُ :
|
«عَيناكَ دَمْعاهُما سِجالُ
|
كـأنّ شـأنيْهْـمـا وِشــالُ
|