وخمار تحططـت إليـه رحلي ، أبو نواس

وخمّارٍ تحطَطْـتُ إلَيـهِ رَحْلي ،

فـقامَ مثـرَنَّحـاً ، ثَـمِـلاً ، يَميـلُ

فـقلتُ لَهُ : اتّئِـدْ ، فـالرّفْقُ يُمْـنٌ ،

ولمْ يَظفَرْ بحاجَتِهِ العَجولُ

فَـرَدّ عـليّ رَدّ فَــتى ً أديبٍ :

خَليلي لَستُ أجهَلُ ما تَقولُ

وقامَ إلى التي عكَفَتْ علَيها

بناتُ الدّهرِ ، والزّمَنُ الطّـويـلُ

فـوَدّجَ خَصرها ، فبَـدا لسانٌ ،

كـأنّ لُـعـابَـهُ عَـلَـقٌ يَسـيـلُ

بكَفّ مُـزنَّـر ، أعْـلاهُ غُصْـنٌ ،

وأسْفَلُ خَصرِهِ رِدْفٌ ثَقيلُ

أقولُ، وقد بَدا للصّبْحِ نَجْمٌ:

خليليَ إنّ فعلَكَ بي جَميــلُ

أرِحْني قـد تَـرَفّعَـتِ الثّـرَيّـا ،

وغالَـتْ جُنْـحَ لَيلى عَنكَ غُـولُ

فَقالَ: الآنَ تَأمُرُني بِهَذا،

وقد عَلِقَتْ مَفاصِليَ الشَّمولُ