أحسن من وقفة على طلل، أبو نواس

أحسنُ مِنْ وَقفَة ٍ على طَلَلِ،

كأسُ عُقارٍ، تجري على ثَمِلِ

يُديرُها أحْوَرٌ، بهِ هَيَفٌ،

معتَدِلُ الْخَلقِ، راجحُ الكفَلِ

على شَبابٍ ما فيهمُ خَرِقٌ ،

ولا سَـفيـهٌ ، ولا أخـو زَلَــلِ

إذا استَـدارَتْ بكَـفّـهِ ، وبَـدَتْ

رأيتَ فيها كَهَيئَة ِ الشُّعَلِ

تَحكي لنَا الجُـلَّـنارَ وَجْـنَـتُـهُ ،

إذا عَلاها تَوَرّدُ الْخَجَلِ

فـإنْ تَـرُمْ عِـنـدَهُ مُـداعَـبَـة ً ،

قـالَ لكَ : احـذَرْ مِنْ ذلك العملِ

فحين منـهُ خَشيتُ جَلْـوَتَـهُ ،

أكثرَ في جُودِهِ منَ القُبَلِ

وما لِمَنْ رامَ منهُ جَلْوَتَهُ،

وصرتُ منْ حُبّهِ على وَجَلِ

دَعوتُ إبليسَ ثمّ قلتُ لهُ:

قـد أعْـجَـزَتْني مَـذاهبُ الحِيَـلِ

حبْلي ، وحبلُ الذي كَلِفتُ بهِ ،

على تَدانيهِ، غَيرُ مُتّصِلِ

فـردَّهُ الشّيـخُ عنْ صُـعوبتِـهِ ،

وصارَ قَوّادَنا ولم يَزَلِ