خلعْتُ مجـوني ، فاستَرَحتُ من العذْلِ ،
|
وكنتُ وما بي ، والتّماجُنُ من مثلي
|
أيا ابنَ أبانٍ هلْ سمعتَ بفاسقٍ
|
يعَـدُّ من النسّاكِ ، فيمنْ مضى قلبي
|
ألمْ تر أنّي حينَ أغْدو مسَبِّحـاً
|
بسمْـتِ أبي ذرٍّ وقلبِ أبي جهلِ
|
وأخْشعُ في نفسي وأخْفِضُ ناظِري
|
وسجّادَتي في الوجْهِ كالدّرهمِ المطْلي
|
وآمرُ بالمعروفِ لا من تقيّة ٍ،
|
وكيفَ وقولي لا يصَدّقـهُ فعلـي
|
ومِحْـبرَتي رأسُ الريّـاءِ ، ودفتري ،
|
ونعلايَ في كفّيَّ من آلة ِ الخَـتْـلِ
|
أؤمُّ فـقيـهـاً ليس رأيِ بفِـقْهِهِ ،
|
ولكنْ لرِبِّ المُـرْدِ مجتمعُ الشمْـلِ
|
فكم أمْـرَدٍ قـد قالَ والدهُ له :
|
عليكَ بهذا ، إنّـه من أولي الفضْلِ
|
يَفرّ بهِ منْ أن يُصَاحبَ شاطِراً،
|
كمن فَـرّ من حرِّ الجِراحِ إلى القتْـلِ
|