حي الديار وأهلها أهـلا، أبو نواس

حيّ الديارَ وأهلَها أهـلاً،

وارْبعْ، وقُل لمفنّدٍ مَهْلا

حبّ الْمُدامة ، مذْ لهِجتُ بها،

لم يُبقِ لي في غيرِها فضْلا

إنّي نَـدَبْتُ لحاجَتي رَجُـلاً

صَافي السّماحَة ِ واحْتَوَى النُّبلا

وَسمَتْ به الهِمَمُ العِظامُ إلى الـ

ــرّتبِ الجسامِ ، فبـايَنَ المثْـلا

تلْـقلى النّـدى في غيره عَرَضاً ،

وتراهُ فيهِ طبيـعَـة ً أصْـلا

فاسبِـقْ ، أيَـا عبد الإلـهِ ، بها ،

واجْعَلْ لعَقبِكَ ذُخرَها نجْلا

كلّمْ أخاكَ يكلّم الفَضْلا،

ولْـيَبْـلنـي حَسَـنـاً كما أبْـلى

إنّي وَصَلْتُ بك الرّجاءَ عَلى

بُعْدِ المدَى ، إذ كنْتَ لي أهلا

وإذا وصلْتَ بعاقِلٍ أملاً

كانت نتيجة ُ قولكَ الفِعْلا!