لولا حِـذَاريَ من جنانِ
|
لخَـلْعْتُ عن رأسي عِنانِ
|
وركبْتُ ما أهوَى ، وكمْ
|
أجْفُو مَقالَة َ مَنْ نَهَاني
|
وخرَجتُ أخبِطُ سادراً،
|
لمْ أغنَ عن حبّ الغواني
|
قد ذُبْتُ، غيرَ حُشاشة ٍ
|
في النفسِ تحبسُها الأماني
|
يا من يلومُ على الصّبـا !
|
دَعْني ، فشَـأنُكَ غيرُ شاني
|
لم تَلقَ منْ حُرَقِ الهوَى ،
|
ما قد لقـيتُ على عِـنانِ
|
أنّى تردّ عليّ قلْـ
|
ـباً راح في غَلَق الرهانِ
|
قَلْباً، إذا كَلّفْتُهُ
|
غيرَ الذي يهوى عصاني
|
قد خُـضْتُ في لُـجَـجِ الهوى ،
|
وشـرِبْتُ صافيـة ً الدّنــانِ
|
ومُضَمَّخَاتٍ بالعَبيـ
|
رِ نَـزَلْنْ من غُـرَفِ الجِنـانِ
|
راضَـعْتُهُـنّ من الصّـبــا
|
كأسـاً عقـَـدْنَ بها لسـاني
|
يحفُـفْـنَ أحْـوَرَ كالغـزا
|
لِ أمِـرَّ إمْـرارَ العَـنَـانِ
|
يَمْشي برِدْفٍ كالنَّقَا،
|
يخْتالُ تحْتَ قضيبِ بانِ
|
فإذا انجليْتِ، فجاملي،
|
كيلا أموتَ على المكـانِ
|
ولقـد أقولُ لمَـنْ دعــا
|
هُ من الهوَى ما قد دعاني:
|
أبْلِغْ هواكَ منَ الغِنا،
|
والكأس، واغنَ عن الزّمانِ
|
لا يشْـغَـلَنّـكَ غيرُ ما
|
تَهْوَى ، فكلّ العيشِ فَانِ
|
ودَعِ الْهَوانَ لأهْلِهِ،
|
إذا زُلْـتَ عن دارِ الهوانِ
|