أعـاذِلَ ما على وجْهِي قُتومُ ،
|
و لا عِـرْضي لأوّلِ من يسومُ
|
يُفَـضّـلني على الفتيانِ إنّي
|
أبِيتُ فَلا أُلامُ، وَلا أُليمُ
|
أعاذِلَ إنْ يكُنْ بُرْدايَ رَثّـاً ،
|
فلا يعْـدَمْكِ بينهما كريمُ
|
شُـقِـقْتُ من الصّبا ، واشْتُقَّ منّي
|
كما اشْتُقّتْ من الكرمِ الكرومُ
|
فلستُ أسَوّفُ اللّـذّاتِ نفسي ،
|
مُياوَمَة ً كَما دُفِعَ الغَريمُ
|
ولا بمُدافعٍ بالكَأسِ حتى
|
يُهَيّجُني على الطّرَبِ النديمُ
|
ومتّـصـلٍ بأسبابِ المعالي ،
|
لهُ في كلّ مكْرُمَة ٍ قَديمُ
|
رفَـعْتَ له النـداءَ : بِقُـمْ ، فخذْها ،
|
وقد أخَذَتْ مطالعَها النّجومُ
|
بتَفدِيَة ٍ تُذالُ النّفْسُ فيها،
|
وتمْـتَهَـنُ الخُؤولَـة ُ والعُمـومُ
|
فقامَ، وقُمتُ من أخَوَينِ هاجا،
|
على طَرَبٍ ، وليْلُهما بهيمُ
|
أجُـرُّ الزّقّ ، وهو يجُرُّ رِجْلاً ،
|
يجورُ بها النّعاسُ ، ويستقيـمُ
|
سَلِ النّدْمانَ ما أوْلَتْهُ مِنها،
|
وسَلْها ما احتَوَى منها الكَريمُ
|
كِلا الشّخصَينِ منتَصفٌ، ولكنْ
|
قضَتْ وَطَراً، وذا منها سَقيمُ
|