يا شقيق النفس من حكم أبو نواس

يا شقيقَ النفْسِ من حَكَمِ

نمْتَ عَن لَيلي، ولمْ أنَمِ

فاسقيني الخمرَ التي اختمَرَتْ

بخمارِ الشّيبِ في الرّحمِ

ثُمّتَ انْصاتَ الشّبابُ لها

بعد ما جازَتْ مدى الهرَمِ

فهي لليومِ الذي بُـزِلَتْ

وَهْيَ تِرْبُ الدّهْرِ في القِدَمِ

عُتّقَتْ حَتّى لَوِ اتّصَلَتْ

بلسـانِ ناطِـقٍ ، وَفَـمِ

لاحْتَبَتْ في القوْمِ ماثِلَة ً

ثمّ قَصّتْ قِصّة َ الأمَمِ

قَرّعَتْها بالمِزاجِ يَدٌ

خُلِقَتْ للكأسِ والقَلَمِ

في نَدامَى سادَة ٍ نُجُبٍ

أخَذوا اللّذّاتِ مِنْ أُمَمِ

فَتَمَشّتْ في مَفاصِلِهِمْ

كتَمَشّي البُرْءِ في السّقَمِ

فعَلتْ في البيتِ إذا مُزِجَتْ

مثلَ فِعلِ الصُّبحِ في الظُّلَمِ

فاهتَدى ساري الظّلامِ بها

كاهْتِداءِ السَّفْرِ بالعَلَمِ