أرامة ُ كنتِ مألفَ كلِّ ريمِ |
لو استمتعتِ بالأنسِ القديمِ |
أدَارَ البُؤْسِ حَسَّنَكِ التَّصَابي |
إليَّ فصرتِ جناتِ النعيمِ |
لَئِنْ أصبحتِ مَيْدَانَ السَّوافِي |
لقَدْ أصبَحتِ مَيْدَانَ الهُمُومِ |
ومما ضرَّمَ البرحاءَ أني |
شَكَوْتُ فما شَكَوْتُ إلى رَحِيمِ |
أظُنُّ الدَّمْعَ في خَدي سَيَبْقَى |
رسوماً من بكائي في الرسومِ |
وليلِ بتُّ أكلؤه كأني |
سَليمٌ أوْ سَهِرْتُ على سَليمِ |
أراعي من كواكبه هجاناً |
سواماً ما تريعُ إلى المسيمِ |
فأقسمُ لو سألتِ دجاهُ عني |
لقدْ أنباكِ عن وجدٍ عظيمِ |
أنَخْنَا في ديَارِ بَني حَبيبٍ |
بناتِ السيرِ تحت بني العزيمِ |
وما إنْ زَالَ في جَرْمِ ابنِ عَمْروٍ |
كريمٌ من بني عبد الكريمِ |
يَكادُ نَدَاهُ يتركُهُ عَديماً |
إذا هطلتْ يداه على عديمِ |
تَرَاهُ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ المعَالي |
فتَحْسِبُه يُدَافِعُ عَنْ حَرِيمِ |
غريمٌ للملِّم به وحاشى |
نداهُ منْ مماطلة الغريمِ |
سفيهُ الرمح جاهلُهُ إذا ما |
بدا فضلُ السفيه على الحليمِ |
إذا ما قيلَ أرعفتِ العوالي |
فليس المرعفاتُ سوى الكلومِ |
إذا ما الضربُ حشَّ الحربَ أبدى |
أغرَّ الرأي في الخطبِ البهيمِ |
تُقفى الحربُ منهُ حينَ تغلي |
مراجلها بشيطانٍ رجيمِ |
فإن شهدَ المقامة َ يومَ فصلٍ |
رأيتَ نظيرَ لقمانِ الحكيمِ |
إذا نزلَ النزيعُ بهمْ قروهُ |
رياضَ الريف من أنفٍ جميمِ |
فَلَوْ شَاهَدْتَهُمْ والزَّائِريهِمْ |
لَما مِزْتَ البَعِيدَ مِنَ الحَمِيمِ |
أُولئِكَ قَدْ هُدُوا في كُل مَجْدٍ |
إلى نَهْجِ الصرَاط المُسْتقِيمِ |
أَحلَّهُمُ النَّدَى سِطَة َ المعالي |
إذا نزلَ البخيلُ على التخومِ |
فروعٌ لا ترفُّ عليك إلا |
شَهِدْتَ لَها على طِيبِ الأرومِ |
وفي شَرَفِ الْحَدِيثِ دَلِيلُ صِدْقٍ |
لِمُخْتَبِرٍ على الشَّرَفِ القَدِيم |
لهم غُرَرٌ تُخالُ إذا استنارَتْ |
بواهرُها ضرائرَ للنجومِ |
قرومٌ للمجيرِ بهم أسودٌ |
نَكالٌ للأسودِ وللقرومِ |
إذا نزلوا بمَحْلٍ روَّضوهُ |
بآثارٍ كآثارِ الغيومِ |
لكلٍّ مِن بني حَوَّاءَ عُذْرٌ |
ولاعُذْرٌ لطائيٍّ لئيمِ |
أحقُّ الناسِ بالكرمِ امرؤٌ لم |
يزل يأوي إلى أصلٍ كريمِ |