سلمْ على الرَّبْعِ مِنْ سلْمَى بذِي سَلَمِ
|
عليهِ وسمٌ من الأيامِ والقدمِ
|
ما دامَ عيشٌ لبسناهُ بساكنهِ
|
لدناً ولو أنَّ عيشاً دامَ لمْ يدمِ
|
يامَنْزِلاً أَعْنَقَتْ فيهِ الجَنُوبُ على
|
رَسْمٍ مُحِيلٍ وشِعْبٍ غير مُلْتَئمِ
|
هرمتَ بعديَ والربعُ الذي أفلتْ
|
منهُ بدورك معذورٌ على الهرمِ
|
عَهْدِي بمَغْنَاكَ حُسَّانَ المعَالِم مِنْ
|
حُسَّانَة ِ الوَرْدِ والبَرْدِي والعَنَمِ
|
بَيْضَاءُ كان لَها مِنْ غيْرِنا حَرَمٌ
|
فلمْ تكن نستحلُّ الصيدَ في الحرمِ
|
كانت لنا صنماً نحتو عليه، ولمْ
|
نَسْجُدْ كَما سَجدَ إِلافشينُ لِلصّنَمِ
|
زار الْخَيالُ لَها لابَلْ أزارَكَه
|
فِكْرٌ إذا نَامَ فِكرُ الْخَلق لَمْ يَنِم
|
ظبيٌ تقنصتهُ لمّا نصبتُ لهُ
|
في آخر الليلِ أشراكاً من الحلمِ
|
ثُمَّ اغتَدَى وبنا مِنْ ذكْرِ سَقَمٌ
|
باقٍ، وإن كانَ مشغولاً عن السقمِ
|
اليومَ يُسْليك عَنْ طَيْفٍ أَلَمَّ وعَنْ
|
بلى الرسومِ بلاءُ الأينق الرسمِ
|
من القلاصِ اللواتي في حقائبها
|
بضاعة ٌ غيرُ مزجاة ٍ من الكلمِ
|
إذَا بلَغنَ أَبا كلثُومٍ اتَّصَلتْ
|
تلك المنى وأخذنَا لحاجَ من أممِ
|
بنى بهِ اللهُ في بدوٍ وفي حضرٍ
|
لوائلٍ سورَ عزَّ غيرَ منهدم
|
رَأَتْهُ في المَهْدِ عَتَّابٌ، فقَالَ لها
|
ذَوُو الفِرَاسَة ِ: هذا صَفْوَة ُ الكَرَمِ
|
خذوا هنيئاً مرئياً يا بني جشمٍ
|
مِنْهُ أمانَيْنِ مِنْ خَوْفٍ ومنْ عَدَمِ
|
فجَاءَ وَالنَّسَبُ الوَضَّاحُ جاءَ بهِ
|
كأنَّهُ بُهْمَة ٌ فِيهمْ مِن البُهَمِ
|
طِعانُ عَمْرو بن كُلْثُومٍ ونَائِلُهُ
|
حَذْوَ السُّيُور التي قُدَّتْ مِنَ الأدَمِ
|
لو كان يملك عمروٌ مثلهُ شبهاً
|
مِنْ صُلْبه لَم يَجدْ لِلْمَوْتِ مِنْ أَلَمِ
|
بنانُه خلجٌ تجري وغيرتُه
|
سِتْرٌ مِنَ اللهِ مَمْدُودٌ على الحُرَمِ
|
نالَ الجزيرة َ إمحالٌ فقلتُ لهمْ
|
شِيمُوا نَدَاهُ إذا ما البَرْقُ لم يُشَمِ
|
فمَا الرَّبيعُ على أُنْسِ البلادِ بهِ
|
أشدَّ خضرة َ عودٍ منهُ في القُحم
|
ولا أرى ديمة ً أمحى لمسغبة ٍ
|
مِنْهُ على أَنَّ ذَكْراً طار لِلديَمِ
|
لِغلِبٍ سُؤْدَدٌ طابَتْ مَنَابتُه
|
في منتهى قللٍ منها وفي قممِ
|
مجدٌ رعى تلعاتِ الدهرِ وهوَ فتى
|
حتى غدا الدهرُ يمشي مشية َ الهرمِ
|
بناهُ جودٌ وبأسٌ صادقٌ ومتى
|
تُبْنَ العُلَى بِسَوَى هَذَيْن تَنْهَدِمِ
|
وَقْفٌ على آلِ سَعْدٍ إنَّ أَيْدِيَهُمْ
|
سمٌّ لمستكبرٍ شهدٌ لمؤتدمِ
|
لاجَارُهُمْ لِلرَّزَايَا في جَوَارِهِمِ
|
ولاعُهُودُهُمُ مَذمُومَة الذمَمِ
|
أصفَوْا مُلُوكَ بَني العبَّاس كلَّهُمُ
|
ذَخِيرة ً ذَخَرُوها عَنْ بَنِي الحَكَمِ
|
مَهْلاً بَني مالكٍ لاتَجْلُبُنَّ إلى
|
حيِّ الأراقمِ دؤلولَ ابنة ِ الرقمِ
|
فأي حقدٍ أثرتمْ من مكامنه
|
وأيَّ عَوْصَاءَ جَشَّمْتُمْ بَنِي جُشَمِ
|
لَمْ يَأْلُكُمْ مالِكٌ صَفْحاً ومَغْفرَة ً
|
لو كانَ ينفخُ قينُ الحيِّ في فحم
|
لا بالمُعَاوِدِ وَلْغاً في دِمَائكُمُ
|
ولا إلى لحمِ خلقٍ منكمُ قرمِ
|
أخْرَجْتُمُوهُ بِكُرْهٍ مِنْ شَجِيَّتِه
|
والنارُ قد تنتضى من ناضرِ السلمِ
|
أوطأتموهُ على جمر العقوق ولوْ
|
لم يحرجِ الليثُ لم يبرحْ من الأجمِ
|
قذعتُمُ فمشيتمْ مشية ً أمماً
|
كذاكَ يحسنُ مشيُ الخيل في اللجمِ
|
إذْ لا معولَ إلا كلُّ معتدلٍ
|
أصَمَّ يُبْرِئُ أقوَاماً مِن الصَّمَمِ
|
منَ الردينية اللاتي إذا عسلتْ
|
تشمُّ بوَّ صغار الأنفِ ذا الشمم
|
إنْ أجرَمَتْ لَمْ تَنصَّلْ مِنْ جَرائمها
|
وإنْ أساءتْ إلى الأقوامِ لم تلمِ
|
كان الزمانُ بكمْ كلباً فادركمْ
|
بالسيفِ والدهرُ فيكمْ أشهرُ الحرمِ
|
أَمِنْ عَمًى نَزَلَ النَّاسُ الرُّبَا فنَجَوْا
|
وأنتمُ نصبُ سيل الفتنة ِ العرمِ؟!
|
أم ذَاكَ مِنْ هِمَمٍ جَاشَتْ، فكَمْ ضَعَة ٍ
|
أدى إليها علوُّ القومِ في الهممِ!
|
تنبونَ عنه وتعطونَ القيادَ إذا
|
كلبٌ عوى وسطكُمْ من أكلُبِ العجمِ!!
|
قد انثنى بالمنايا في أسنتهِ
|
وقَدْ أقَامَ حَيَارَاكُمْ على اللَّقَمِ!
|
جذلانَ منْ ظفرٍ حرَّانَ إنْ رجعتْ
|
مخضوبة ً منكمُ أظفارهُ بدمِ
|
دينٌ يُكَفْكِفُ مِنْهُ كُلَّ بَائِقَة ٍ
|
ورحمة ٌ رفرفتْ منهُ على الرحمِ !
|
لولا مناشدَة ُ القُربى لغادَرَكم
|
حصائدَ المرهفَيْنِ: السّيفِ والقلمِ
|
لأَصبَحَتْ كالأَثَافِي السُّفْعِ أو جُهُكُم
|
سوداً من العارِ لا سوداً من الحمم
|
لا تجعلوا البغيَ ظهراً إنه جملٌ
|
من القطيعة ِ يرعى وادي النقمِ
|
نظرتُ في السير الأولى خلتْ فإذا
|
أيامُهُ أكلتْ باكورة َ الأممِ
|
أفنَى جَدِيساً وَطَمْسماً كُلَّها وسَطَا
|
بأنجم الدهرِ من عادٍ ومن إرمِ
|
أردى كليباً وهماماً وهاج بهِ
|
يَوْمُ الذَّنائِبِ والتَّحْلاَق لِلمَمِ
|
سقى شرحبيل من سمّ الذعافِ على
|
أيدِيكُمُ غَيْرَ رِعْدِيدٍ ولابَرمِ
|
بَزَّ التَّحِيَّة َ مِنْ لَخْمٍ فَلا مَلِكٌ
|
متوجٌ في عماماتٍ ولا عممِ
|
ياعَثْرَة ً ما وُقِيتُمْ شَرَّ مَصْرَعِها
|
وَذَلَّة ُ الرَّأْي تُنْسِي ذَلَّة َ القَدَمِ
|
حينَ استوى الملكُ واهتزتْ مضاربه
|
في دَوْلَة الأُسْدِ لافي دَوْلَة ِ الخَدَمِ
|
أبناءَ دَلْفَاءَ مَهْلاً إنَّ أُمَّكُمُ
|
دافتْ لكمْ علقمَ الأخلاقِ والشيمِ
|
طائية ٌ لا أبوها كان مهتضماً
|
ولامَضَى بَعْلُها لَحْماً على وَضَمِ
|
لاتُوقِظُوا الشَّرَّ مِنْ قَوْمٍ فَقَدْ غَنِيَتْ
|
ديَارُكُمْ وَهْيَ تُدْعَى مَوْطِنَ النعَمِ
|
هذا ابن خالكمُ يهدي نصيحتَهُ
|
مَنْ يُتَّهمْ فَهْوَ فيكُمْ غيرُ مُتَّهَمِ!
|