ما للدموعِ ترومُ كلَّ مرامِ |
والجفنُ ثاكلُ هجعة ٍ ومنامِ ! |
يا حُفرة َ المعصومِ تربكِ مودعٌ |
ماءَ الحياة ِ وقاتلُ الإعدامِ |
إنَّ الصفائح منكِ قد نضدتْ على |
ملقى عظامٍ لوْ علمتِ عظامِ! |
فَتَقَ المَدَامِعَ أَنَّ لَحْدَكِ حَلَّه |
سكنُ الزمان وممسكُ الأيامِ |
ومصرفُ الملكِ الجموح كأنهُ |
قدْ زمَّ مصعبه لهُ بزمامِ |
هَدَمَتْ صُرُوفُ المَوْتِ أرفَعَ حائطٍ |
ضُربَتْ دَعَائِمُه على الإِسلامِ |
دخَلَتْ على مَلِكِ المُلُوك رَوَاقَهُ |
وتشزنتْ لمقومِ القوَّامِ |
مفتاحُ كل مدينة ٍ قدْ أبهمتْ |
غلقاً ومخلي كلِّ دارِ مُقامِ |
ومُعرِّفُ الخلفاءِ أنَّ حظُوظها |
في حَيز الإِسَراجِ والإِلجَامِ |
أَخَذَ الخِلافَة َ عَنْ أسِنَّتِه التي |
مَنَعَتْ حِمَى الآَباءِ والأعمَامِ |
فلسورة ِ الأنفالِ في ميراثهِ |
آثارُها ولسورة الأنعامِ |
ما دامَ هارونُ الخليفة َ فالهدى |
في غِبْطَة ٍ مَوْصَولة ٍ بدَاومِ |
إنا رحلنا واثقين بواثقٍ |
بالله شَمْسِ ضُحًى وَبَدْرِ تَمَامِ |
للهِ أيُّ حياة ٍ انبعثتْ لنا |
يَوْمَ الخَمِيس وبَعْدَ أي حِمَامِ! |
أودى بخير إمامٍ اضطربتْ بهِ |
شُعَبُ الرَّجَال وقَامَ خيْرُ إمامِ |
تِلْكَ الرّزيَّة ُ لا رزيَّة َ مِثْلُها |
والقِسْمُ ليسَ كسَائِر الأقسَامِ |
أو يٌفتَقَدْ ذُو النُّون في الهيْجَا فقَدْ |
دَفَعَ الإِلَهُ لنَا عَن الصَّمصَامِ |
أو جبَّ منا غاربٌ غدواً فقدْ |
رحنَا بأتمكِ ذروة ٍ وسنام |
هَلْ غَيْرُ بُؤْسَى سَاعة ٍ ألبَسْتَها |
بنداكَ ما لبستْ مِنَ الإنعامِ! |
نَقْضٌ كَرَجْعِ الطَّرْفِ قَدْ أبرمْتَه |
يا ابنَ الخَلائِفِ أيَّما إبْرَامِ |
ما إن رأى الأقوامُ شمساً قبلَها |
أفلَتْ فلمْ تُعقبهمُ بظلامِ |
أكرمْ بيَوْمِهِمُ الذي مُلكْتَهُمْ |
في صدرِهِ وبعامهمْ منْ عامِ |
لو لمْ يكنْ بدعاً لقدْ نصبوا له |
سمة ً يبينُ بها منَ الأعوامِ |
لغدوا وذاكَ الحولُ حولُ عبادة ٍ |
فِيهِمْ وذَاكَ الشَّهْرُ شَهْرُ صِيَامِ |
لما دعوتُهمُ لأخذِ عهودهِمْ |
طارَ السرورُ بمعرقٍ وشآمِ |
فكانَّ هذا قادِمٌ مِنْ غَيْبَة ٍ |
وكأنَّ ذاكَ مبشرٌ بغلامِ |
قسمتْ أميرَ المؤمنين قلوبُهُمْ |
بَيْنَ المحبَّة ِ فيكَ والإِعظَامِ |
شُرِحَتْ بِدَوْلَتِكَ الصُّدُورُ وأَصبَحَتْ |
خشعُ العيونِ إليكَ وهيَ سوام |
ما أَحسِبُ القَمَرَ المُنيرَ إذا بَدَا |
بدراً بأضوأ منكَ في الأوهامِ |
هِيَ بَيْعَة ُ الرضْوَانِ يُشْرَعُ وَسْطَها |
بابُ السَّلامة ِ فادْخُلوا بِسَلامِ |
والمركبُ المنجي فمنْ يعدلْ بهِ |
يَرْكَبْ جَمُوحاً غَير ذَاتِ لجامِ |
يتبعُ هواهُ ولا لقاح لرهطِهِ |
بسلٌ وليستْ أرضُهُ بحرامِ |
وعِبَادَة ُ الأهوَاءِ في تَطْويحِها |
بالدين فوْقَ عِبَادَة ِ الأصنَامِ |
إِنَّ الخِلاَفَة َ أَصَبَحَتْ حُجُرَاتُها |
ضربَتْ على ضخم الهمومِ همامِ |
ملكٌ يرى الدنيا بأيسرِ لحظة ٍ |
ويرى التقى رحماً من الأرحامِ |
لا قدحَ في عودِ الإمامة ِ بعدما |
متَّتْ إليكَ بِحُرْمَة ٍ وَذِمَامِ |
هَيْهَاتَ تلكَ قلادة ُ اللَّهِ التي |
ماكانَ يَتركُها بغيرِ نظَامِ |
إرْثُ النَّبِي وجَمْرَة ُ المُلْكِ التي |
لم تخلُ من لهبٍ بكمْ وضرامِ |
مَذْخُورَة ٌ أحرَزْتَها بِحُكُومَة ٍ |
للهِ تَعْلُو أَرْؤُسَ الحُكَّامِ |
لَسْنَا مُريدِي حُجَّة ٍ نشفي بِهَا |
من ريبة ٍ سقماً من الأسقامِ |
والصَّبْرُ بالأرْوَاحِ يُعْرَفُ فَضْلُهُ |
مِنْ غيرِهِ ابتُغِيَتْ ولا أعلاَمِ |
فَأَقِمْ مُخَالِفَنَا بِكل مُقَوَّمٍ |
واحسِمْ مُغانِدَنا بكل حُسَامِ |
لا تدهنوا في حكمِهِ فالبحرُ قدْ |
تردي غوارِبهُ وليسَ بطامِ |
يابنَ الكَوَاكِب من أئمَّة ِ هاشِمٍ |
والرَّجَّحِ الأحسابِ والأحلامِ |
أهدى إليكَ الشعْرَ كُلُّ مُفَهَّهٍ |
خطلٍ وسدَّدَ فيكَ كلُّ عبامِ |
غَرَضُ المدِيح تقَارَبَتْ آفاقُه |
ورمى فقرطسَ فيه غيرُ الرامي |