أزَعَمْتَ أنَّ الرَّبْعَ ليسَ يُتَيَّمُ |
والدَّمْعُ في دِمَنٍ عَفَتْ لا يَسْجُمُ ! |
يا موسمَ اللذاتِ غالتكَ النوى |
بَعْدِي فرَبْعُكَ لِلصَّبَابَة ِ مَوْسِمُ! |
ولقدْ أراكَ من الكواعب كاسياً |
فاليومَ أنتَ مَنَ الكَواعِبُ مُحرِمُ |
لَحَظَتْ بَشَاشَتَكَ الحَوادِثُ لحظَة ً |
مازلتُ أحلمُ أنها لا تسلمُ |
أين التي كانَتْ إذا شاءَتْ جرى |
مِنْ مُقْلَتِي دَمْعٌ يُعَصْفِرُهُ دَمُ |
بَيْضَاءُ تَسْرِي في الظَّلاَمِ فَيَكْتَسي |
نُوراً وتَسْرُبُ في الضيَاءَ فيُظلِمُ |
يستعذبُ المقدامُ فيها حتفهُ |
فتَرَاهُ وهْوَ المُسْتَمِيتُ المُعْلمُ |
مقسومة ٌ في الحسنِ بلْ هي غاية ٌ |
فالحُسْنُ فيها والجَمَالُ مُقَسَّمُ |
ملطومة ُ بالوردِ أطلقَ طرفُها |
في الخَلْقِ فهْوَ مَعَ الْمَنُونِ مُحَكَّمُ |
مَذِلَتْ ولمْ تكْتُمْ جفَاءَكَ تكْتَمُ |
إِنَّ الّذِي يَمِقُ المَذُولَ لمُعْرَمُ |
إنْ كانَ وَصْلُكِ آضَ وهْو مُحَرّمُ |
منكِ الغداة َ فما السلوُّ محرَّمُ |
عزمٌ يفلُّ الجيشَ وهوَ عرمرمٌ |
ويردُّ ظفرَ الشوقِ وهوَ مقلمُ |
وفَتًى إذا ظَلَمَ الزَّمانُ فمَا يُرَى |
إلا إلى عزماتِهِ يتظلمُ! |
لَوْلاَ ابنُ حَسَّانَ المُرَجَّى لمْ يَكُنْ |
بالرقة ِ البيضاءِ لي متلومُ |
شافهتُ أسبابَ الغنى بمحمدٍ |
حتى ظننتُ بأنها تتكلمُ |
قد تيمتْ منهُ القوافي بامرئٍ |
مازَالَ بالمَعْرُوفِ وهْوَ مُتَيَّمُ |
يحلو ويعذبُ إنْ زمانٌ نالهُ |
بِغِنًى وتَلْتاثُ الخُطُوبُ فَيكْرُمُ |
تلقاهُ إن طرقَ الزمانُ بمغرمٍ |
شرهاً إليهِ كأنمَا هو مغنمُ |
لا يحسبُ الإقلالَ عدماً بلْ يرى |
أن المقلّ منَ المروءة ِ معدمُ |
مازَالَ وهْوَ إِذَا الرجالُ تَوَاضَحُوا |
عندَ المُقَدَّمِ حَيْثُ كانَ يُقَدَّمُ |
يَحتَلُّ في سَعدِ بنِ ضَبَّة َ في ذُرَا |
عَادِيَّة ٍ قَدْ كَلَّلْتها الأنْجُمُ |
قومٌ يمجُّ دماً على أرماحِهمْ |
يَوْمَ الوَغَى المُسْتَبْسِلُ المُسْتَلْئِمُ |
يعلونَ حتى ما يشكُّ عدوهم |
أن المنايا الحمرَ حيٌّ منهمُ |
لو كانَ في الدنيا قبيلٌ آخرٌ |
بإزَائِهمْ ماكانَ فِيهمْ مُصْرِمُ |
ولأنتَ أوضحُ فيهمُ من غرة ٍ |
شدختْ وفازَ بها الجوادُ الأدهمُ |
تَجْري على آثارِهِمْ في مَسْلَكٍ |
ماإِنْ لَهُ إِلاَّ المَكَارمَ مَعْلَمُ |
لَمْ يَنْا عَني مَطْلَبٌ ومُحَمَّدٌ |
عونٌ عليه أو إليهِ سلَّمُ |
لم يذعرَ الأيامَ عنكَ كمرتدٍ |
بالعَقْلِ يَفْهَمُ عَنْ أخِيهِ ويُفْهِمُ |
مِمَّنْ إِذا ما الشَّعْرُ صَافَح سَمْعَه |
يَوْماً رَأيتَ ضَمِيرَهُ يَتبَسَّمُ |