سقى عهدَ الحمى سبلٌ العهادِ |
وروضَ حاضرٌ منهُ وبادِ |
نزَحْتُ به رَكِيَّ العيْنِ لمَّا |
رأيتُ الدمعَ منْ خير العتادِ |
فَيا حُسْنَ الرُّسُومِ وما تَمَشَّى |
إليْهَا الدَّهْرُ في صُوَرِ البعَادِ |
وإِذْ طَيْرُ الحَوادث في رُباها |
سَواكنُ، وَهْيَ غَنَّاءُ المَرَادِ |
مَذَاكي حَلْبَة ٍ وشُرُوبُ دَجْنٍ |
وسَامرُ فتْيَة ٍ وقُدُورُ صَادِ |
وأعينُ ربربٍ كحلتْ بسحرٍ |
وأَجسادٌ تُضَمَّخُ بالجَسادِ |
بزهرٍ والحذاقِ وآلِ بردٍ |
وَرَتْ في كل صَالحَة ٍ زَنَادي |
وإنْ يكُ منْ بني أددٍ جناحي |
فإِنَّ أثيثَ رِيشي من إيَادِ |
غَدَوْتُ بهِمْ أَمَدَّ ذَوِيَّ ظلاًّ |
وأكثرَ منْ ورائي ماءَ وادِ |
هُمُ عُظْمَى الأثَافي منْ نِزارٍ |
وأَهْلُ الهَضْبِ منها والنجَادِ |
مُعَرَّسُ كُل مُعضلَة ٍ وخَطْبٍ |
ومَنْبِتُ كل مَكْرُمَة ٍ وَآدِ |
إذا حدثُ القبائل ساجلوهمْ |
فإِنَّهُمُ بَنُو الدَّهْرِ التلاَدِ |
تُفرَّجُ عنهمُ الغَمَرات بيضٌ |
جلادٌ تحتَ قسطلة الجلادِ |
وحشْوُ حوادثِ الأَيَّامِ منهمْ |
معاقلُ مُطْرَدٍ وَبنُو طِرَاد |
لهم جهلُ السباعِ إذا المنايا |
تَمَشَّتْ في القنَا وحُلُومُ عَادِ |
لقدْ أنستْ مساوىء كلِّ دهرٍ |
محاسنُ أَحمدَ بنِ أبي دُوَادِ |
متى تَحْلُلْ به تَحلُلْ جَنَاباً |
رضيعاً للسواري والغوادي |
ترشحُ نعمة ُ الأيامِ فيهِ |
وتُقْسَمُ فيه أرْزاقُ العبَاد |
وما اشتبهتْ طريقُ المجد إلا |
هداكَ لقبلة المعروف هاد |
وما سافرتُ في الآفاقِ إلاَّ |
ومن جدواكَ راحلتي وزادي |
مقيمُ الظن عندكَ والأماني |
وإنْ قلقتْ ركابي في البلادِ |
معادُ البعث معروفٌ ولكنْ |
ندى كفيكَ في الدنيا معادي |
أَتاني عائِرُ الأَنْبَاءِ تَسْرِي |
عقاربهُ بداهية ٍ نآد |
كأَنَّ الشَّمْسَ جَلَّلها كُسُوفٌ |
أو استترتْ برجل منْ جراد |
بأني نلتُ من مضرٍ وخبتْ |
إليْكَ شَكيَّتي خَبَبَ الجَواد |
وما رَبْعُ القَطيعَة لي بِرَبْعٍ |
ولانادي الأَذى مني بنَاد |
وأَيْنَ يَجُورُ عنْ قَصْدٍ لسَاني |
وقلبي رائحٌ برضاكَ غاد! |
ومما كانت الحكماءُ قالتْ |
لسانُ المرءِ منْ خدمِ الفؤاد |
فقِدْماً كُنْتُ مَعْسُولَ الأماني |
ومأدومَ القوافي بالسداد |
لقَدْ جَازَيْتُ بالإحْسَانِ سُوءاً |
إذاً وصبغتُ عرفكَ بالسواد |
وسرتُ أسوقُ عيرَ اللؤمِ حتى |
أَنَخْتُ الكُفْرَ في دارِ الجهاد |
فكيفَ وعتبُ يومٍ منكَ فذٍّ |
أَشَدُّ عليَّ من حَرْب الفَسَاد ! |
وليستْ رغوتي من فوقِ مذقٍ |
ولا جمري كمينٌ في الرمادِ |
وكانَ الشُّكْرُ للكُرَمَاءِ خَصْلاً |
ومَيْداناً كَميْدَان الجِيَاد |
عَليْه عُقدَتْ عقدي ولاحَتْ |
مواسمهُ على شيمي وعادي |
وغيري يأكلُ المعروفَ سحتاً |
وتشجبُ عندهُ بيضُ الأيادي |
تثبتْ إنَّ قولاً كانَ زوراً |
أتى النعمامَ قبلكَ عن زياد |
وأرثَ بينَ حيِّ بني جلاحٍ |
سنا حربٍ وحيِّ بني مصادِ |
وغادَرَ في صُروف الدَّهْرِ قَتْلَى |
بني بدر على ذات الإصاد |
فما قدحاكَ للباري وليستْ |
مُتونُ صَفاكَ من نُهَر المُرادي |
ولوْ كشفتني لبلوتَ خرقاً |
يُصَافي الأكْرَمينَ ولا يصَادي |
إليكَ بعثتُ ابكارَ المعاني |
يليها سائقٌ عجلٌ وحادي |
جَوائرَ عن ذُنابى القَوْمِ حَيْرَى |
هواديَ للجَماجمِ والهَوَادي |
يذللها بذكركَ قرنُ فكرٍ، |
إذا حرنتْ، فتسلسُ في القيادِ |
لهَا في الهَاجِسِ القِدْحُ المُعَلَّى |
وفي نظم القوافي والعمادِ |
منزهة ً عن السرق المورى |
مُكَرَّمَة ً عن المَعْنى المُعاد |
تنصّلَ ربها منْ غير جرمٍ |
إليْكَ سوَى النَّصيحة والوِدَاد |
ومنْ يأذنْ إلى الواشينَ تسلقْ |