بذَّ الجلادُ البذَّ فهوَ دفينُ |
ما إِنْ بهِ إلاَّ الوُحُوشَ قطينُ |
لم يُقرَ هذا السيفُ هذا الصبرَ في |
هَيْجَاءَ إلاَّ عَزَّ هذا الدينُ! |
قدْ كانَ عذرة َ مغربٍ فافتضها |
بالسيفِ فحلُ المشرق الأفشينُ |
فأعادها تعوي الثعالبُ وسطها |
ولَقَدْ تُرَى بالأَمْسِ وَهْيَ عَرينُ |
جَادَتْ عليها مِنْ جَمَاجِمِ أهلها |
ديمٌ أمارتُها طلى وشؤونُ |
كانَتْ مِنَ الدَّمِ قبلَ ذَاكَ مَفَازَة ً |
غوراً فأمستْ وهي منهُ معينُ |
بحراً من الهيجاءِ يهفو مالهُ |
إلاَّ الجَنَاجِنَ والضُّلُوعَ سَفِينُ |
لاقاهمُ ملكٌ حياهُ بالعلى |
جرسٌ وجانا خرَّة ُ الميمونُ |
مَلِكٌ تُضِيءُ المَكْرُماتُ إذا بَدَا |
لِلمُلْكِ مِنْهُ غُرَّة ٌ وجَبينُ |
سَاسَ الجُيُوشَ سِياسَة َ ابنِ تَجَاربٍ |
رمقتهُ عينُ الملكِ وهو جنينُ |
لانتْ مهزَّتُه فعزَّ وإنما |
يشتدُّ بأسُ الرمحِ حين يلينُ |
وتَرَى الكَرِيمَ يَعِزُّ حينَ يَهُونُ |
وتَرَى اللئيمَ يَهُونُ حينَ يَهُونُ |
قاد المنايا والجيوشَ فأصبحتْ |
وَلَها بِأرْشَقَ قَسْطَلٌ عُثْنونُ |
فتركتَ أرشقَ وهيَ يُرقى باسمها |
صمُّ الصفا فتفيض منهُ عيونُ |
لَوْ تَستطيعُ الحَجَّ يَوْماً بَلْدَة ٌ |
حَجَّتْ إليها كَعْبَة ٌ وحَجُونُ |
لاقاك بابكُ وهو يزئرُ فانثني |
وزئيره قدْ عادَ وهو أنينُ |
لاقَى شَكائِمَ مِنْكَ مُعْتَصِمِيَّة ً |
أهزلتَ جنب الكفرِ وهوَ سمينُ |
لمَّا رأى علميكَ ولى هارباً |
ولِكُفْرِهِ طَرْفٌ عليهِ سَخِينُ |
وَلَّى وَلَمْ يَظلِمْ وهَلْ ظَلَمَ امرؤٌ |
حَثَّ النَّجاءَ وخَلْفَهُ التنينُ!! |
أوقعتَ في أبرشتويمَ وقائعاً |
أضحكنَ سنَّ الدينِ وهوَ حزينُ |
أوسعتهمْ ضرباً تهدُّ بهِ الكلى |
وَيَخِفُّ مِنْهُ المَرْءُ وهْوَ رَكِينُ |
ضَرْباً كأشْدَاقِ المَخَاضِ وتَحْتَهُ |
طعنٌ كأنَّ وجاءَهُ طاعونُ |
بَأْسٌ تُفَلُّ بهِ الصُّفُوفُ وتحتَه |
رَأْيٌ تُفَلُّ بهِ العُقُولُ رَزِينُ |
أخْلَى جِلادُكَ صَدْرَه ولقَدْ برى |
وفُؤَادُه مِنْ نَجْدَة ٍ مَسْكُونُ |
سَجنَتْ تَجَارِبُه فُضُولَ عُرَامِه |
إِنَّ التَّجَارِبَ للعُقولِ سُجُونُ |
وعشية َ التلِّ انصرفتَ وللهدى |
شوقٌ إليكَ مداورٌ وحنينُ |
عَبَأَ الكَمينَ لَهُ فَظَلَّ لِحَينِهِ |
وكَمِينُه المُخْفَى عليهِ كَمِينُ! |
يا وقعة ً ما كانَ أعتقَ يومَها |
إذْ بَعْضُ أَيَّام الزَّمانِ هَجِينُ |
لو أنَّ هذا الفتحَ شكٌّ لاشتفتْ |
مِنْهُ القُلُوبُ، فكيفَ وهْوَ يَقِينُ |
وأخَذْتَ بابَكَ حائِراً دُونَ المُنَى |
ومنى الضلالِ مياههُنَّ أجونُ |
طَعَنَ التَّلَهُّفُ قَلْبَهُ فَفُؤادُهُ |
مِنْ غَيْر طَعْنِة فارسٍ مَطْعُونُ! |
ورجا بلادَ الروم فاستعصى بهِ |
أَجَلٌ أَصَمُّ عن النَّجاءِ حَرُونُ |
هيهاتَ لمْ يعلمْ بأنكَ لو ثوى |
بالصينِ لَمْ تَبْعُدْ عليكَ الصينُ |
مانَالَ ماقَدْ نَالَ فِرعَونٌ ولا |
هامانُ في الدنيا ولا قارونُ |
فسيَشْكُرُ الإسلامُ ما أَوْلَيْتَهُ |
واللهُ عنهُ بالوفاءِ ضمينُ |