أَرَاكَ أكبَرْتَ إدْمَاني على الدمَنِ |
وحملي الشوقَ منْ بادٍ ومكتمنِ |
لا تكثرنَّ ملامي إنْ عكفتُ على |
رَبْعِ الحَبيبِ فلَمْ أعكف على وَثَنِ |
سلوتُ إنْ كنتُ أدري ما تقولُ إذنْ |
مجَّتْ مقالتها في وجهها أذني |
الحُّبُّ أَوْلى بِقَلْبي في تَصَرُّفِهِ |
مَنْ أَن يُغادِرَني يَوْماً بلا شَجَنِ |
حَلَبْتُ صَرْفَ النَّوَى صَرْفَ الأسَى وحَداً |
بالبَث في دَوْلة ِ الإغْرامِ والدَّدَنِ |
مما وجَدْتُ على الأحشاءِ أوقدَ مِنْ |
دَمْعٍ على وَطَنٍ لي في سِوَى وَطَني |
صَيَّرْتُ لي مِنْ تَبَارِي عَبْرَتي سَكَناً |
مذْ صرتُ فرداً بلا إلفٍ ولا سكنِ |
مَنْ ذَا يُعظمُ مِقْدَارَ السُّرورِ بِمَنْ |
يهوى إذا لم يعظم موضع الحزنِ ؟! |
العيشُ والهمُّ والليلُ والتمامُ معاً |
ثلاثة ٌ أبداً يُقرنَّ في قرنِ |
أقُولُ للحُرَّة ِ الوَجْنَاءِ لاتَهِني |
فقدْ خلقتِ لغير الحوضِ والعطنِ |
ما يحسنُ الدهرُ أنْ يسطو على رجلٍ |
إِذَا تَعلَّقَ حَبْلاً مِنْ أبي حَسَنِ |
كَمْ حالَ فَيْضُ نَدَاهُ يَوْمَ مُعْضِلَة ٍ |
وبَأْسُهُ بينَ مَنْ يَرْجُوهُ والمِحَنِ! |
كأنني يومَ جردتُ الرجاءَ لهُ |
عَضْباً أخّذْتُ بهِ سَيْفاً على الزَّمنِ |
فَتًى تَريشُ جَنَاحَ الجُودِ رَاحَتُهُ |
حتى يخالَ بأنَّ البخلَ لم يكنِ |
وتشتري نفسُه المعروفَ بالثمنِ الـ |
ـغالي ولوْ أنَّها كانتْ من الثمنِ |
أَموَالُه وعِدَاهُ مِنْ مَوَاهِبهِ |
وبَأْسه يَطْلُبونَ الدَّهْرَ بالإحَنِ |
يُقَشعُ الفِتَنَ المُسْوَدَّ جَانِبُها |
ومالُه من ندَاه الدهرَ في فتنِ |
إذا بدا لكَ مرٌّ في كتائبهمْ |
لم يحجبِ الموتُ عن روحٍ ولا بدنِ |
كمْ في العلى لهمُ والمجدِ من بدعٍ |
إذا تُصفَّحَتِ اختِيرَتْ على السُّنَنِ |
قَوْمٌ إذَا هَطَلَتْ جُوداً أكفُّهُمُ |
عَلِمْتَ أنَّ النَّدَى مُذْ كانَ في اليَمَنِ |