لَوْ صَحَّحَ الدَّمْعُ لي أوْ ناصَحَ الكَمَدُ
|
لقلَّما صَحِباني الرُّوحُ والجَسَدُ
|
خانَ الصَّفَاءَ أَخٌ كانَ الزمانُ له
|
أخاً فلم يتخَوَّنْ جسمَه الكَمَدُ
|
تساقُطُ الدَّمعِ أدنَى مابُلِيتُ بهِ
|
في الحُب إذْ لم تَساقَط مُهجة ويَدُ
|
لا والذي ارتكتْ تطوي الفجاجَ له
|
سَفائِنُ البَر في خَد الثَّرَى تَخِدُ
|
لأنفدنَّ أسى إذْ لم أمتْ أسفاً
|
أو ينفَدُ العمرُ بي أو يَنفَدُ الأبَدُ
|
عني إليكِ فإني عنكِ في شغلٍ
|
لي منهُ يومٌ يبكي مهجتي وغدُ
|
وإنَّ بجرية ً نابتْ جأرتُ لها
|
إلى ذُرى جلَدِي فاستَوهلَ الجَلَدُ
|
هِيَ النَّوائِبُ فاشجَيْ أَوْ فَعِي عِظَة ً
|
فإِنَّها فُرَصٌ أثْمارُها رَشَدُ
|
هبي تريْ قلقاً من تحته أرقٌ
|
يحدوهما كمدٌ يحنو له الجسدُ
|
صماءُ سمُّ العدى في جنبها ضربٌ
|
وشربُ كأسِ الردى في فمِّها شهدُ
|
هُناكَ أُمُّ النُّهَى لم تُودِ مِنْ حَزَنٍ
|
ولم تَجُدْ لبني الدُّنْيا بما تَجِدُ
|
لو يعلمُ الناسُ علمي بالزمانِ وما
|
عاثَتْ يَدَاه لما رَبُّوا ولا ولَدُوا
|
لايُبْعِد اللهُ مَلْحُوداً أقامَ بهِ
|
شَخْصُ الحِجَى وسَقاهُ الواحدُ الصَّمَدُ
|
ياصاحبَ القَبْرِ دَعْوَى غيرِ مُثَّئبٍ
|
إنْ قالَ أودى الندى والبدرُ والأسدُ
|
باتَ الثَّرَى بأخي جَذْلان مُبْتَهِجاً
|
وبتُّ يحكمُ في أجفانيَ السهدُ
|
لَهْفي عليكَ ومالَهْفي بمُجدية
|
مالم يَزُركَ بنفسي حَرُّ ما أَجِدُ
|
أنسَى أبا الفَضْلِ يَعْفُو التُّرْبُ أحسنَه
|
دوني ودلوُ الردى في مائِهِ يردُ؟!
|
ويلٌ لأمكَ أقصرْ إنَّه حدثٌ
|
لم يعتقدْ مثله قلبٌ ولا جلدُ
|
عاقَ الزمانُ رضيعَ الجودِ لم يقهِ
|
أهلٌ ولم يَفْدِهِ مالٌ ولاوَلَدُ
|
حينَ ارتوى الماءَ وافترتْ شبيبتُه
|
عن مُضحِكٍ للمعَالي ثَغْرُه بَرَدُ
|
وقِيلَ أحمدُها بَلْ قيلَ أمجدُها
|
بلْ قِيلَ أنجدُها إنْ فُرَّتِ النُّجُدُ
|
رُودُ الشَّبابِ كنَصْلِ السَّيفِ لاجَعَدٌ
|
في راحَتَيْهِ ولافي عُودِهِ أَوَدْ
|
سقى الحبيسَ ومحبوساً ببرزخهِ
|
منَ السميِّ كفيتُ الودقِ يطردُ
|
بحيثُ حلَّ أبو صقر فودَّعَه
|
صفو الحياة ِ ومنْ لذاتِها الرغدُ
|
بحيثُ حَلَّ فَقِيدُ المَجْدِ مُغتَرباً
|
ومُورِثاً حَسراتِ ليسَ تُفْتَقَدُ
|