يا خليلي من بني مخزوم أبو نواس

يا خَليلَيّ مِن بَني مَخزُومِ

عَلّلاني بماءِ بِنتِ الكُرُومِ

عَلّلاني بها إذا غرّدَ الدّيـ

ــكُ ، وغـابتْ مـوَلّيـاتُ النّجـومِ

من كُميتٍ لَـذيـذة ِ الـطّعمِ والرّيـ

ـح، عُقارٍ، عتيقة ٍ، خُرْطومِ

عتّقْتَها الأنباطُ عَشراً فعَشراً،

ثمّ عشـراً في مُـدمَجٍ ، مَختومِ

فهي فيه عـرُوسُ خِدْرٍ وكِنٍّ ،

ربّيَتْ في النّعيمِ بَعدَ النّعيمِ

في ظِلالٍ مَحْفُوفَة ٍ بظِلالٍ،

من كرُومٍ ومن عريشِ كرُومِ

زُرْتُهـا خاطِبـاً ، فزُوّجْتُ بِكْراً ،

فَفَضَضْتُ الختامَ غير مُليمِ

عن فَتـاة ٍ كـأنّهـا ، حينَ تَبـدو،

طَلـعَـة ُ الشّمسِ في سَـوادِ الغيومِ

فتَرَتْ عن تَرَنّمٍ، فحسبْنا

هُ حَـديثَ المُبَرْسَـمِ المَحْـمُـومِ

ثمّ صارَتْ إلى أغَنّ كطَيرِ الـ

ــمـاءِ ، إبـريقِ فِـضّـة ٍ ، مَفــدومِ

ثمّ زفّتْ إلى الزّجاجِ بدرعٍ

مثل نارٍ تَحكي التهابَ الْحَميمِ

فبِهـا بـذّتي ، وغـايَـة ُ أُنْسي

لستُ عُمرِي عن شُرْبها بسَؤومِ