أقَشِيبَ رَبْعِهِمِ أَرَاكَ دَرِيسَا |
وقرى ضيوفكَ لوعة ً ورسيسا |
ولئِنْ حُبِسْتَ على البِلى لَقَدْ اغتَدَى |
دمعي عليكَ إلى المماتِ حبيسا |
فكأنَّ طَسماً قَبْلُ كانُوا جيرَة ً |
بِكَ والعَماليقَ الأُلى وجَدِيسَا |
وأرى ربعكَ موحشاتٌ بعدها |
قَدْ كنتَ مأْلوفَ المَحَل أنِيسَا |
وبلاقعاً حتّ كأنَّ قطينها |
حَلَفوا يَمِيناً أَخْلَقَتْكَ غَمُوسَا |
أَتُرَى الفِراقَ يَظُنُّ أني غافِلٌ |
عَنْه وقد لمَستْ يَدَاه لِميسَا |
رودٌ أصابتها النوى في خردٍ |
كانتْ بدورِ دجنة ِ وشموسا |
بيضٌ تَدُورُ عُيُونُهُنَّ إلى الصبَا |
فكأنهنَّ بها يدرنَ كووسا |
وكأنما أهدى شقائقهُ إلى |
وجَنَاتِهِنَّ بها أبو قَابُوسَا |
قدْ أوتيتَ منْ كلِ شيءٍ بهجة ٍ |
ودداً وحسناً في الصبا مغموسا |
لولا حداثتها وأني لا أرى |
عَرْشاً لها لَظَنَنْتُهَا بِلْقيسَا |
إيهاً دِمشْقُ فقَدْ حَوَيْتِ مَكارِماً |
بأبي المغيثِ وسؤدداً قدموسا |
وأَرَى الزَّمانَ غَدا عليِكِ بِوجْهِهِ |
جذلانَ بساماً وكانَ عبوسا |
قدْ بوركتْ تلكَ البطونُ وقدستْ |
تِلْكَ الظُّهُورُ بِقُرْبِهِ تَقْدِيسَا |
فَصَنِيعَة ٌ تُسْدَى وخَطْبٌ يُعْتلى |
وعظيمة ٌ تكفى وجرحٌ يوسى |
الآن أمستْ للنفاقِ وأصبحتْ |
عُوراً عُيونٌ كنَّ قَبْلَكَ شُوسَا |
وتركتَ تلكَ الأرضَ ظلاً سجسجاً |
مِنْ بَعْدِ ماكادَتْ تَكونُ وَطِيسَا |
لم يَشْعُروا حتى طَلَعْتَ عليْهِمِ |
بَدْراً يَشُقُّ الظُّلْمَة الْحِنْديسَا |
ما في النجومِ سوى تعلة ً باطلٍ |
قَدُمَتْ وأُسسَ إفْكُهَا تَأْسِيسَا |
إنَّ الملوكَ همُ كواكبنا التي |
تخفى وتطلعُ أسعداً ونحوسا |
فَتنٌ جَلَوْتَ ظَلامَها مِنْ بَعْد ما |
مَدُّوا عُيوناً نَحْوها وَرُؤُوسا |
حَرْبٌ يَكونُ الجَيْشُ فَضْلَ صَبُوحِها |
ويكونُ فضلُ عبوقها الكردوسا |
غرمُ امرىء ٍ منْ روحهِ فيها إذا |
ذُو السلْمِ أُغْرِمَ مَطْعماً ولَبُوسَا |
كم بينَ قومٍ إنما نفقاتهم |
مَالٌ وقَوْمٍ يُنفِقَونَ نفُوسَا! |
سارَ ابنُ إبراهيم موسى سيرة ٌ |
سكنَ الزمانُ لها وكانَ شموسا |
فأقرَ واسطة َ الشآمِ وأنشرتْ |
كفاهُ جوراً لم يزلْ مرموسا |
كانتْ مَدِينَة ُ عَسْقَلانَ عَرُوسَها |
فغَدَتْ بِسيرته دِمشْقُ عَرُوسَا |
مِنْ بَعْد ما صَارت هُنَيْدة ُ صِرْمَة ً |
والبَدْرَة ُ النَّجلاءُ صَارَتْ كِيسَا |
فكأنهم بالعجلِ ضلوا حقبة ً |
وكأنَّ موسى إذْ أتاهمُ موسى |
وستشكرُ النعمى التي صنعتْ ولا |
نِعَمٌ كنُعْمَى أنقذَتْ مِنْ بُوسَى |
ألْوَى يُذِلُّ الصَّعْبَ إنْ هو سَاسَهُ |
ويُلينُ جانِبَهُ إذا ما سيسَا |
ولِذَاكَ كانُوا لا يُرأَّسُ منهُمُ |
منْ لم يجربْ حزمهُ مرؤوسا |
مَنْ لم يَقُدْ فَيطِيرَ في خَيْشُومِهِ |
رهجٌ الخميسِ فلنْ يقودَ خميسا |
أعطِ الرياسة َ منْ يديكَ فلم تزلْ |
مِنْ قبْلِ أنْ تُدْعَى الرئيسَ رئيسَا |
ماذا عسَيْتَ ومِنْ أمَامِكَ حَيَّة ٌ |
تَقِصُ الأُسُودَ ومِنْ وَرائِكَ عِيسَى |
أسدانِ شدا منْ دمشقَ وذللاً |
مِنْ حِمْصَ أَمْنَعَ بَلْدَة ٍ عِريسَا |
تخذَ القنا خيساً فإن طاغٍ طغى |
نَقَلا إلى مَغْناهُ ذَاكَ الْخِيسَا |
أَسْقِ الرَّعيَّة َ مِنْ بَشَاشَتِكَ التي |
لو أنها ماءٌ لكانَ مسوسا |
إنَّ الطلاقة َ والندى خيرٌ لهمْ |
مِنْ عِفَّة ٍ جَمَسَتْ عَلَيْكَ جُمُوسَا |
لو أنَّ أَسْبَابَ العَفافِ بلا تُقى ً |
نَفعَتْ لقد نَفَعتْ إذاً إبْليسَا |
هذي القوافي قدْ أتينكَ نزعاً |
تَتجسَّمُ التَّهْجيرَ والتَّغليسَا |
مِنْ كُل شَارِدَة ٍ تُغادِرُ بَعْدها |
حظَّ الرجالِ منَ القصيدِ خسيسا |
وجَدِيدَة المَعْنَى إذا مَعْنَى التَّي |
تَشْقَى بها الأسْماعُ كان لَبِيسَا |
تلهو بعاجلِ حسنها وتعدها |
عِلْقاً لأعجازِ الزَّمانِ نَفِيسَا |
مِنْ دَوحة ِ الكَلمِ التي لم تَنْفَكِكْ |
يمسي عليكَ رصينها محبوسا |
كالنَّجْمِ إنْ سَافرْتَ كان مُوَاكِبا |
وإذا حططتْ الرحلَ كانَ جليسا |
إنَّا بَعَثْنَا الشعْرَ نَحْوَكَ مُفْردَاً |
وإذا أَذِنْتَ لنا بَعْثنا العِيسَا |
تَبْغي ذُراكَ إذا آسِنَّة ُ قَعْضَبٍ |
أردينَ عريفَ الوغى المريسا |