أعاذلُ ما غَنّيتُ عن المُدامِ ،
|
فلا تُكْثِـر ملامَـة َ مستَهامِ
|
أعاذلُ ؛ ما هَجَرْتُ الكأسَ يوماً ،
|
ولا قَـصّرْتُ في طلَبِ الحرامِ
|
ولا استَبطَأْتُ نَفسي عن مُجونٍ،
|
ولا عَـطّلْتُ سمعي من مَـلامي
|
ولا استَصْـحَبْتُ في دهْـري لَئيماً ،
|
بَرئْتُ مِنَ اللّئيمِ إلى اللّئامِ
|
ولكِنّ الكِرامَ لَهُمْ صَفائي،
|
وقد يَصْبُو الكَريمُ إلى الكِرامِ
|
وشاطِرَة ٍ تَتيهُ بحُسْنِ وَجْهٍ،
|
كضَوْءِ البَرْقِ في جُنحِ الظّلامِ
|
رأتْ زِيَّ الغُلامِ أتَمّ حُسْناً،
|
و أدنى للفُسوقِ وللآثامِ
|
فما زالتْ تُصرِّفُ فيه ، حتى
|
حَكَتْهُ في الفِعالِ وفي الكَلامِ
|
و راحت تستطيلُ على الجواري،
|
بفضلِ في الشَّطارة ِ والغرامِ
|
تعافُ الدفَّ تكريها ، وفَتْكاً ،
|
وتَلْعَبُ للمجانَة ِ بالحَمامِ
|
ويَدْعوها إلى الطُّنْبورِ حِذْقٌ،
|
إذا دارَتْ مُعَتَّقَة ُ المُدامِ
|
وتَغدو للصّوالِجِ كلّ يوْمٍ،
|
وتَرْمي بالبَنادقِ والسّهامِ
|
تُرَجّلُ شَعرَها، وتُطيلُ صُدغاً،
|
وتَلْوي كُمَّها فعْلَ الغُلامِ
|
أنا ابنُ الخمر ما لي عن غِذاها
|
إلى وقتِ المنِيَة ِ من فِطامِ
|
أُجِلُّ عن اللَّئمِ الكأسَ ، حتى
|
كأنَّ الخمر تُعصَرُ من عِظامي
|
وأسْقيها مِنَ الفِتْيانِ مثْلي،
|
فتَخْتالُ الكَريمَة ُ بالكِرامِ
|