يا دارُ! ما فعَلَتْ بكِ الأيّامُ،
|
ضَـامَتْكِ ، والأيامُ ليسَ تُضامُ
|
عَرَمَ الزّمانُ على الّذينَ عهدتهمْ
|
بكِ قاطِنين، وللزّمان عُرامُ
|
أيّـامَ لا أغْـشى لأهْلِـكِ مَنْـزِلاً ،
|
إلاّ مُـرَاقَـبَـة ً ، عليّ ظَـلامُ
|
لقـد نَـهَـزْتُ مع الغُـوَاتِ بِدَلْوِهِـمْ ،
|
وأَسَـمْـتُ صَـرْحَ اللّـهْـوِ حيثُ أساموا
|
وبلَغتُ ما بَلَغَ امرُؤٌ بشَبابِهِ،
|
فإذا عُـصـارَة ُ كلّ ذاكَ آثـامُ
|
وتجَشّمَتْ بي هوْلَ كلّ تنوفة ٍ،
|
هَوْجاءُ فيها، جرأة ً، إقْدامُ
|
تَـذَرٌّ المَـطَـيَّ وراءَها ، فكأنّها
|
صَـفٌّ تَـقَـدّمَـهُـنّ وهي إمـامُ
|
وإذا المَطيّ ينا بَـلَـغْنا محمّـداً ،
|
فَـظُـهورُهُـنّ على الرّجالِ حَـرامُ
|
قرّبننا من خيرِ مَن وَطىء َ الحصَى ،
|
فلها علينـا حُـرْمَـة ٌ وذِمـامُ
|
رُفِعَ الحِجابُ لنا، فلاح لناظِرٍ
|
قَمَرٌ تَقَطَّعُ دونَهُ الأوهامُ
|
مَلِكٌ، إذا عَلِقَتْ يداكَ بحَبْلِهِ
|
لا تَعْتَـريكَ البؤْسُ والإعْـدامُ
|
مَـلِـكٌ تَوَحّـدَ بالمَكارِمِ والعُلى ،
|
فَـرْدٌ ، فَـقَـيـد النّـدّ فيـهِ ، هُـمــامُ
|
مَـلكٌ أغَـرُّ ، إذا شَـرِبْتَ بِوَجْهِـهِ ،
|
لمْ يَعْدُكَ التّبْـجيـلُ والإعْـظامُ
|
فالبَهْوُ مُشتَمِلٌ ببَدْرِ خلافَة ٍ،
|
لبِسَ الشّبابَ بنورِهِ الإسْلامُ
|
سَـبْـطُ البَـنَـانِ ، إذا احْـتَبى بِنِجـادِهِ
|
فَـرَعَ الجَمـاجِـمَ ، والسّـماطُ قِيـامُ
|
إنّ الذي يَرْضَى الإلَهُ بِهَدْيِهِ،
|
مَلِكٌ تَـرَدّى المُلْكَ وهو غُـلامُ
|
مَلِـكٌ ، إذا اعْـتَـصَـر الأمـورَ ، مَضى بهِ
|
رَأيٌ يَـفُـلُّ السّيفَ ، وهو حُسامُ
|
داوى يه اللهُ القـلوبَ من العَمَى ،
|
حتى أفَقْنَ، وما بهنّ سَقامُ
|
أصبَحتَ يا بنَ زَبيدَة َ ابنة ِ جعفرٍ
|
أمَـلا لِـعَـقْـدِ حِـبالِـهِ اسْـتِحْكامُ
|
فسَلِمتَ للأمْرِ الذي تُرْجَى لهُ،
|
وتَـقاعَـسَـتْ عن يوْمكَ الأيـامُ
|