أما إنه لولا الخليطُ المودعُ
|
وربعٌ عفا منه مصيفٌ ومربعُ
|
لَرُدَّتْ على أعقَابِها أَرْيحيَّة ٌ
|
منَ الشوقِ واديها منَ الهمِّ مترعُ
|
لحقنا بأخراهم وقدْ حومَ الهوى
|
قُلُوباً عَهِدْنا طَيرَها وَهْيَ وُقَّعُ
|
فردتْ علينا الشمسُ والليلُ راغمٌ
|
بشمسٍ لهم منْ جانب الخدرِ تطلعُ
|
نضَا ضَوْءُ هَا صِبْغَ الدُّجنَّة ِ فانطَوَى
|
لبهجتها ثوبُ السماء المجزعُ
|
فواللهِ ما أدري أأحلامُ نائمٍ
|
أَلَمَّتْ بنا أَمْ كانَ في الرَّكْبِ يُوشَعُ
|
وعَهْدِي بها تُحْيِي الهَوَى وتُمِيتُه
|
وتشعبُ أعشارَ الفؤادِ وتصدعُ
|
وأقرَعُ بالْعُتْبَى حُميَّا عِتَابها
|
وقدْ تستقيدُ الراحَ حينَ تشعشعُ
|
وتَقْفُو إلى الجَدْوَى بجَدْوَى وإنَّما
|
يروقكَ بيتُ الشعرِ حينَ يصرعُ
|
أَلَمْ تَرَ آرَامَ الظبَاءِ كأنَّما
|
رأتْ بيَ سيدَ الرملِ والصبحُ أدرعُ
|
لئن جزعَ الوحشيُّ منها لرؤيتي
|
لإنْسِيُّها من شَيْبِ رَأْسِيَ أجْزَعُ
|
غذا الهمُّ مختطاً بفودي خطة ً
|
طريقُ الردى منها إلى النفس مهيعُ
|
هو الزورُ يجفى ، والمعاشرُ يجتوى
|
وذُو الإلْفِ يُقْلى ، والجَديدُ يُرَقَّعُ
|
لَهُ مَنْظرٌ في العَيْنِ أبيضُ ناصعٌ
|
ولكنهُ في القلبِ أسودُ أسفعُ
|
ونَحْنُ نُزَجَّيهِ على الكُرْهِ والرضَا
|
وأَنْفُ الفَتَى مِنْ وَجهِهِ وهْوَ أَجْدَعُ
|
لقَدْ سَاسَنا هذا الزَّمانُ سياسَة ً
|
سُدًى لم يَسُسْها قَطُّ عَبْدٌ مُجَدَّعُ
|
تروحُ علينا كلَّ يومٍ وتغتدي
|
خطوبٌ كأنَّ الدهرَ منهنَّ يصرعُ
|
حلتْ نظفٌ منها لنكسٍ وذو النهى
|
يدافُ له سمٌّ منَ العيش منقعث
|
فإنْ نكُ أهملنا فأضعفْ بسعينا
|
وإنْ نَكُ أُجْبِرْنا فَفيمَ نُتَعْتِع
|
لقد آسفَ الأعداءَ مجدُ ابن يوسفٍ
|
وذو النقصِ في الدنيا بذي الفضلِ مولعُ
|
أخذْت بحبلٍ مِنْه لمَّا لَوَيْتُه
|
عل مررِ الأيامِ ظلتْ تقطعُ
|
هو السيلُ إنْ واجهته انقدتَ طوعهُ
|
وتقتادهُ منْ جانبيهِ فيتبعُ
|
ولمْ أرَ نفعاً عندَ منْ ليسَ ضائراً
|
ولَمْ أَرَ ضَرّاً عنْدَ مَنْ ليسَ يَنْفَعُ
|
يَقُولُ فَيُسمِعُ ويمْشِي فيُسْرعُ
|
ويَضربُ في ذَاتِ الإلهِ فَيُوجعُ
|
ممرٌّ لهُ منْ نفسهِ بعضُ نفسهِ
|
وسائرها للحمدِ والأجرِ أجمعُ
|
رَأَى البُخْلَ مِنْ كُلٍّ فَظِيعاً فَعَافهُ
|
على أَنَّهُ مِنْه أَمَرُّ وأَفْظَعُ
|
وكلُّ كسوفٍ في الداراريَّ شنعة ٌ
|
ولكنهُ في الشمسِ والبدرِ أشنعُ
|
معادُ الورى بعدَ المماتِ وسيبهُ
|
معادٌ لنا قبلَ المماتِ ومرجعُ
|
لهُ تالدٌ قدْ وقؤَ الجودُ هامهُ
|
فقرتْ وكانتْ لاتزالُ تفزعُ
|
إذا كَانَتِ النُّعْمَى سَلُوباً مِن امْرئٍ
|
غدتْ منْ خليجيْ كفه، وهيَ متبعُ
|
وإنْ عثرتْ سودُ الليالي وبيضها
|
بوحْدَتِهِ أَلفيْتَها وَهْيَ مَجْمَعُ
|
وإِنْ خَفَرَتْ أَمْوَالَ قَوْمٍ أَكُفُّهُمْ
|
منَ النيلِ والجدوى فكفاهُ مقطعُ
|
ويَوْمٍ يَظَلُّ العِزُّ يُحْفَظُ وَسْطَهُ
|
بسمرِ العوالي والنفوسُ تضيعُ
|
مصيفٍ منَ الهيجا ومنْ حاجم الوغى
|
ولكنَّه مِنْ وابِلِ الدَّمِ مَرْبَعُ
|
عَبُوسٍ كَسَا أَبْطَالَهُ كُلَّ قَوْنَسٍ
|
يُرَى المرْءُ مِنْهُ وهْوَ أَفرَعُ أَنْزَعُ
|
وأَسمَرَ مَحْمَر العَوَالي يَوُمُّهُ
|
سنانٌ بحبات القلوبِ ممتعُ
|
منَ اللاءِ يشربنَ النجيعَ من الكلى
|
غريضاً، ويَرْوَى غَيْرُهُنَّ فيَنْقَعُ
|
شققتَ إلى جبارهِ حومة َ الوغى
|
وقنعتهُ بالسيفِ وهو مقنعُ
|
لَدَى سندبايا والهضَابِ وأَرْشَقٍ
|
وموقانِ والسمرُ اللذانُ تزعزعُ
|
وأبرَشتويمٍ والكذاجِ وملتقى
|
سنابكها والخيلُ تردي وتمزعُ
|
غَدَتْ ظُلَّعاً حَسْرَى وغَادَرَ جَدُّها
|
جُدُودَ أُناسٍ وِهْي حَسْرَى وظَلَّعُ
|
هَوَ الصُّنْعُ إِنْ يَعْجَلْ فنَفْعٌ وإِنْ يَرِثْ
|
فللريثُ في بعضِ المواطنِ أسرعُ
|
أَظَلَّتكَ آمالي وفي الْبطْشِ قُوَّمٌ
|
وفي السَّهْمِ تَسْديدٌ وفي القَوْسِ مَنْزَعُ
|
وإنَّ الغنى لي إنْ لحظتُ مطالبي
|
مِنَ الشَّعْرِ، إلاّ في مَدِيحكَ، أَطْوَعُ
|
وإنكَ إنْ أهزلتَ في المحلِ لم تضعْ
|
ولم ترعَ إنْ أهزلت والروضُ ممرعُ
|
رأيتُ رجائي فيكَ وحدكَ همة ً
|
ولكنهُ في سائرِ الناسِ مطمعُ
|
وكمْ عاثرٍ منا أخذتَ بضبعهِ
|
فأضحى له في قلة ِ المجدِ مطلعُ
|
فصارَ اسمهُ في النائباتِ مدافعاً
|
وكانَ اسمُه مِنْ قبْلُ وهْوَ مُدَفَّعُ
|
وما السَّيْفُ إلاّ زُبْرَة ٌ لو تَرَكْتَهُ
|
على الخلقة ِ الأولى لما كانَ يقطعُ
|
فَدُونَكَها لَوْلا لَيَانُ نَسِيبِها
|
لَظَلَّتْ صِلابُ الصَّخْرِ مِنْهَا تَصدَّعُ
|
لها أخواتٌ قبلها قد سمعتها
|
وإنْ لم تَزعْ بي مُدَّة ً فسَتَسْمَعُ
|