غَنّنا بالطّلولِ كيفَ بَلينَا،
|
واسْـقنـا نُعْطكَ الثّنـاءَ الثّميـنا
|
مِنْ سُلافٍ كأنّها كلّ شيءٍ،
|
يَتَـمنّى مُـخَيّـرٌ أنْ يكـونَا
|
أكَلَ الدّهْـرُ ما تَجَسَمَ منها ،
|
وتَبَقّى لُبابُها المكْنُونَا
|
فإذا ما اجْتَلَيْتَها، فَهَبَاءٌ
|
يَمْنَعُ الكَفَّ ما يُبيحُ العيـونَ
|
ثمّ شُجّتْ، فاستَضْحكتْ عن لآلٍ
|
لوْ تَجَمّعْنَ في يَدٍ لاقْتُنينَا
|
في كؤوسٍ كأنّهن نُـجومٌ
|
جارِياتٌ، بُروجُها ايدينَا
|
طالِعاتٍ معَ السّقاة ِ علَينا،
|
فإذا ما غَرَبْنَ يَغْرُبْنَ فِينَا
|
لوْ ترَى الشَّرْبَ حوْلَها من بعيدٍ،
|
قُلتَ قوْمٌ، من قِرّة ٍ، يَصْطلونَا
|
و غَـزَالٍ يُـديرُها بِبَـنانٍ
|
ناعِماتٍ يَزيدُها الغَمْزُ لِينَا
|
كلّما شِئْتُ عَلّني برُضابٍ،
|
يترُكُ القْلبَ للسّرُورِ خَدينَا
|
ذاكَ عيَشٌ لوْ دامَ لي، غَيرَ أنّي
|
عِفْتُـهُ مُـكْرَها ، وخِـفتُ الأميـنـا
|
أدِرِ الكأسَ حانَ أنْ تَسْقيـنـا ،
|
وانْقُر الدّفّ، إنّهُ يُلْهِينَا
|
ودَعِ الذّكْرَ للطّلولِ ، إذا ما
|
دَارَتِ الكأسُ يَسْـرَة ً ويَمينـا
|