خذي عبراتِ عينكِ عنْ زماعي |
وصُونِي ما أَزَلْتِ مِن القِناعِ |
أقِلي قَدْ أضَاقَ بُكاكِ ذَرْعِي |
وما ضَاقَتْ بنازِلة ٍ ذِرَاعي |
أآلفة َ النحيبِ كم افتراقٍ |
أَظَلَّ فكانَ داعِية َ اجْتماعِ! |
وليستْ فرحة ُ الأوباتِ إلا |
لَمَوْقُوفٍ على تَرَحِ الودَاعِ |
تَوَجَّعُ أَنْ رَأَتْ جِسْمِي نَحِيفاً |
كأنَّ المجدَ يدركُ بالصراعِ |
فَتَى النَّكَبَاتِ مَنْ يَأوِي إذا ما |
قطفنَ بهِ إلى خلقٍ وساعِ |
يُثِيرُ عَجاجَة ً في كُل ثَغْرٍ |
يَهيمُ بهِ عَدِيُّ بن الرقَاعِ |
أبنَّ معَ السباعِ القفر حتى |
لخالتهُ السباعُ منَ السباعِ |
فَلَب الْحَزْمَ إِنْ حَاوَلْتَ يَوْماً |
بأنْ تسطيعَ غيرَ المستطاعِ |
فلَمْ تَرْحَلْ كناجِية المَهَارِي |
ولم تركبْ همومكَ كالزماعِ |
بِمَهْدِي بنِ أَصْرَمَ عَادَ عُودي |
إلى إِيراقِهِ وامتَدَّ بَاعِي |
أطالَ يدي على الأيام حتى |
جزيتُ صروفها صاعاً بصاعِ |
إِذَا أَكْدَتْ سَوَامُ الشعْرِ أَضْحَتْ |
عَطَايَاه وهُنَّ لَها مَرَاعي |
رياضٌ لا يشذُّ العرفُ عنها |
ولا تَخْلُو منَ الهِمَم الرتاعِ |
سعى فاستنزلَ الشرفَ اقتداراً |
ولَوْلاَ السَّعْيُ لم تَكُن المسَاعي |
أمهدياً لحييتِ على نوالٍ |
لقدْ حكتِ الملامَ لغيرِ واعِ |
أَرَدْتِ بحَيْثُ لاتُعصَى المعَالي |
بأَن يُعْصَى النَّدَى وبأَنْ تُطَاعِي |
عَميدُ الغَوْثِ إِنْ نُوَبُ اللَّيَالي |
سطتْ وقريعها عندَ القراعِ |
كَثيراً ما تُشوقُه العَوالي |
وهمتهُ إلى العلقِ المتاعِ |
كأَنَّ به غَدَاة َ الروعِ وِرْداً |
وقَدْ وُصِفَتْ له نَفْسُ الشَّجَاعِ |
لَحُسْنُ الموتِ في كَرَمٍ وتَقْوَى |
أَحَبُّ إليهِ مِنْ حُسْنِ الدفاعِ |
ونَغْمَة ُ مُعْتَفٍ يَرْجُوه أَحْلى |
على أُذْنَيْهِ مِنْ نَغَم السَّماعِ |
جعَلْتَ الْجُودَ لأْلاءَ المسَاعي |
وهلْ شمسٌ تكونَ بلا شعاعِ |
وما في الأَرْضِ أعْصَى لامتناع |
يَسُوقُ الذَّمَّ مِنْ جُودٍ مُطَاعِ |
ولم يَحفَظْ مُضَاعَ المَجْدِ شيءٌ |
منَ الأشياءَ كالمالِ المضاعِ |
رَعاكَ اللَّه للمعْرُوف إني |
أراكَ لسرحِ مالكَ غيرَ راعي |
فما في الأرضِ مِنْ شَرَفٍ يَفاعٍ |
سُبِقتَ بهِ ولا خُلُقٍ يَفاعِ |
لعزمكَ مثلُ عزمِ السيلِ شدتْ |
قُوَاهُ بالمذَانِبِ والتلاعِ |
ورأْيُكَ مثْلُ رَأْيِ السَّيْفِ صَحَّتْ |
مَشُورَة ُ حَدهِ عِنْدَ المِصَاعِ |
فلو صَوَّرْتَ نَفْسَك لم تَزِدْها |
على ما فيكَ من كرمِ الطباعِ |