لـعمـري ما تهيـج الكأس شـوقي ، أبو نواس

لَـعَمـرِي ما تَهيـجُ الكأسُ شَـوْقي ،

ولكِنْ وَجهُ ساقيها شَجاني

حَسَدْتُ الكأسَ والإبريقَ لَمّا

بَدا ليَ منْ يدَيْ رَخصِ البَنانِ

أموتُ، إذا أزالَ الكأسَ عنّي،

وأحْيـا مِن يَـدَيْـهِ إذا سَـقـانـي

فلي سُكْرانِ منهُ، سكرُ طرْفٍ

وسُكْرٌ مِنْ رَحيقٍ خُسْرُواني

تَجَمّـعَ فيـهِ أصنـافُ المَعانـي ،

فَما يُلْفَى لهُ في الْحُسنِ ثَانِ

إذ ظَـفِـرَتْ بـهِ كَـفّي استَـفادَتْ

لنَـفْـسي عَـنْ تَـجَـمّعِـها الأمـاني

أعَـزُّ العيشِ وَصْـلُ المُـرْدِهـري ،

وبؤسُ العيشِ وَصلي للغَواني

مُعاقَرَة ُ الْمُدامِ بوَجْهِ ظَبْيٍ،

حَـوَى في الحُسْنِ غاياتِ الرّهـانِ

إذا ما افـتَرّ قـلتُ : رَفيـفُ بَـرْقٍ ،

وإمّـا اهْـتَـزّ قـلتُ : قضيبُ بَـانِ

ألَذُّ إليّ مِنْ عَيشٍ بوادٍ

مـعَ الأعـرابِ ، مجْـدوبِ المَـكـانِ

قُصارَى عَيشِهِمْ أكْلٌ لضَبٍّ،

وشُـرْبٌ مـنْ حَـفـيـرٍ فـي شِـنـانِ