لَـعَمـرِي ما تَهيـجُ الكأسُ شَـوْقي ،
|
ولكِنْ وَجهُ ساقيها شَجاني
|
حَسَدْتُ الكأسَ والإبريقَ لَمّا
|
بَدا ليَ منْ يدَيْ رَخصِ البَنانِ
|
أموتُ، إذا أزالَ الكأسَ عنّي،
|
وأحْيـا مِن يَـدَيْـهِ إذا سَـقـانـي
|
فلي سُكْرانِ منهُ، سكرُ طرْفٍ
|
وسُكْرٌ مِنْ رَحيقٍ خُسْرُواني
|
تَجَمّـعَ فيـهِ أصنـافُ المَعانـي ،
|
فَما يُلْفَى لهُ في الْحُسنِ ثَانِ
|
إذ ظَـفِـرَتْ بـهِ كَـفّي استَـفادَتْ
|
لنَـفْـسي عَـنْ تَـجَـمّعِـها الأمـاني
|
أعَـزُّ العيشِ وَصْـلُ المُـرْدِهـري ،
|
وبؤسُ العيشِ وَصلي للغَواني
|
مُعاقَرَة ُ الْمُدامِ بوَجْهِ ظَبْيٍ،
|
حَـوَى في الحُسْنِ غاياتِ الرّهـانِ
|
إذا ما افـتَرّ قـلتُ : رَفيـفُ بَـرْقٍ ،
|
وإمّـا اهْـتَـزّ قـلتُ : قضيبُ بَـانِ
|
ألَذُّ إليّ مِنْ عَيشٍ بوادٍ
|
مـعَ الأعـرابِ ، مجْـدوبِ المَـكـانِ
|
قُصارَى عَيشِهِمْ أكْلٌ لضَبٍّ،
|
وشُـرْبٌ مـنْ حَـفـيـرٍ فـي شِـنـانِ
|