ها إنَّ هذا مَوْقَفُ الجَازِعِ |
أقْوى وسُؤْرُ الزَّمن الفَاجعِ |
دَارٌ سَقَاها بَعْدَ سُكَّانها |
صَرْفُ النَّوَى منْ سَمَّه الناقِعِ |
ولا تَلُوما ذَا الهَوَى إِنَّها |
لَيْسَتْ بِبِدْعٍ حَنَّة ُ النَّازِعِ |
لَوْ قيلَ ما كانَ مَزُوراً بها |
إذاً لسرَّ الربعُ بالرابعِ |
فاعتبرا واستعبرا ساعة َ |
فالدَّمْعُ قِرْنٌ للجَوَى الرَّادِعِ |
أخْلَتْ رُبَاها كُلُّ سَيْفَانَة ٍ |
تَخْلَعُ قَلْبَ المَلِكِ الْخَالِعِ |
يصبحُ في الحبَّ لها ضارعاً |
مَنْ لَيْسَ عِنْدَ السيْفِ بالضَّارِعِ |
رُودٌ إِذَا جَرَّدْتَ في حُسْنِها |
فكركَ دلتكَ على الصانعِ |
نوحٌ صفا مذْ عهدِ نوحٍ له |
شِرْبُ العُلى في الحَسَبِ الفَارِعِ |
مُطَّرِدُ الآباءِ في نِسْبَة ٍ |
كالصُّبْحِ في إشراقِه السَّاطِعِ |
مَناسِبٌ تُحسَبُ مِنْ ضَوْئِها |
منازلاً للقمرِ الطالعِ |
كالدلوِ والحوتِ وأشراطهِ |
والبَطْنِ والنَّجْمِ إلى البَالِعِ |
نوحٌ بنُ عمرو بنِ حويَّ بن عم |
ـرِو بنِ حُوَي بن الفَتَى ماتِعِ |
السكسكيّ المجدِ كنديهُ |
وأدديُّ السؤددِ الناصعِ |
للجدبْ في اموالهِ مرتعٌ |
ومقنعٌ في الخصبِ للقانعِ |
قدْ أَشْرَقَت في قَوْمِهِ مِنْهُمُ |
ناصَيَة ٌ تَنْأَى عنِ السَّافِعِ |
كم فَارسٍ فيهمْ إذا استُصرِخُوا |
مِثْلِ سِنَانِ الصَّعْدَة ِ اللامِعِ |
يُكْرِهُ صَدْرَ الرُّمْحِ أو يَنْثَنِي |
وقدْ تروى منْ دمٍ مائعِ |
بطعنة ٍ خرقاءَ تأتي على |
حَزامَة ِ المُسْتلِئِم الدَّارِعِ |
ينفذُ في الآجالِ أحكامهُ |
أَمْرَ مُطاعِ الأَمْرِ في طائِعِ |
يُخْلَى لهَا المأْزِقُ يَوْمَ الوَغَى |
عنْ فرجة ٍ في الصفَّ كالشارعِ |
إنَّ حوياً حاجتي فاقضها |
ورُدَّ جَأْشَ المُشفِقِ الْجَازِعِ |
فَتًى يَمَانٍ كاليَمانِي الذي |
يعرمُ حراهُ على الوازعِ |
في حليهِ النابي وفي جفنهِ |
وفي مَضَاءِ الصَّارِم القَاطِعِ |
يُجاوِزُ الْخَفْضَ وأفْيَاءَهُ |
إلى السرى والسفرِ الشاسعِ |
أدلُّ بالقفرِ وأهدى له |
منَ الدعيميصِ ومنْ رافعِ |
يَعْلَمُ أَنَّ الدَّاءَ مُسْتَحْلِسٌ |
تحتَ جَمَامِ الفَرَسِ الرَّائِعِ |
والطائِرُ الطائِرُ في شَانِهِ |
يلوي بخطِّ الطائرِ الواقعِ |
أخفَقَ فاستَقْدَمَ في هِمَّة ٍ |
وغادرَ الرتعة َ للراتعِ |
ترمي العلى منهُ بمستيقظِ |
لا فَاتِرِ الطَّرْفِ ولا خاشِعِ |
وإنَّما الفَتْكُ لِذِي لأْمَة ٍ |
شبعانَ أو ذي كرمٍ جائعِ |
أُنْشُرْ له أُحْدُوثة ً غَضَّة ً |
تُصْغِي إليها أْذُنُ السَّامِعِ |
إنْ يرفعِ السجفُ لهَ اليومَ يرْ |
فَعْهُ غداً في المشْهَدِ البَارعِ |
فَرُبَّ مَشْفُوعٍ له لم يَرمْ |
حتى غداً يشفعُ للشافعِ |
إن أنتَ لم تنهضْ بهِ صاعداً |
في مسترادِ الزاهرِ اليانعِ |
حتّى يُرَى مُعتدلاً ظَنُّهُ |
بعد التِياثِ الأَمَل الظَّالِعِ |
أكدى الذي يعتدهُ عدة ً |
وضاعَ منْ يرجوهُ للضائعِ |