أطلالهمْ سلبتْ دماها الهيفا
|
واستبدلتْ وحشاً بهنَّ عكوفا
|
يا مَنْزِلاً أعْطَى الْحَوَادِثَ حُكْمَها
|
لا مَطّلَ في عِدة ٍ ولا تَسْويفَا
|
أَرْسَى بنَادِيك النَّدى وتَنَفَّسَتْ
|
نفساً بعقوتكَ الرياحُ ضعيفا
|
شعفَ الغمامُ بعرصتيكَ وربما
|
رَوَّتْ رُبَاكَ الهَائِمَ المَشْعُوفَا
|
ولَئِنْ ثَوَى بكَ مُلْقِياً أَجْرَامَهُ
|
ضيفُ الخطوبِ لقدْ أصابَ مضيفا
|
وهيَ الحوادثُ لم تزلْ نكباتها
|
يأْلَفْنَ رَبْعَ المَنْزِلِ المَأْلُوفَا
|
خَلَفتْ بِعَقْوَتِكَ السنونَ وطَالَما
|
كانتْ بناتُ الدهرِ عنكَ خلوفا
|
أيامَ لا تسطو بأهلكَ نكبة ٌ
|
إِلاَّ تَرَاجَعَ صَرْفُها مَصْرُوفَا
|
وإذا رمتكَ الحادثاتُ بلحظة ٍ
|
رَدَّتْ ظِبَاؤُكَ طَرِفَها مطْرُوفَا
|
منْ كلِّ مطعمة ِ الهوى جعلتْ لها
|
مناً موداتُ القلوبِ وقوفا
|
ورفيقة ِ اللحظاتِ يعقبُ رفقها
|
بطشاً بمغترِّ القلوبِ عنيفا
|
جُزْنَ الصفَاتِ رَوَادِفاً وسَوَالِفاً
|
ومحاجراً ونواظراً وأنوفا
|
كنَّ البدورَ الطالعاتِ فأوسعتْ
|
عنا أفولاً للنوى وكسوفا
|
آرامُ حَيٍّ أَنْزَفَتْهم نِيَّة ٌ
|
تَرَكَتْكَ مِنْ خَمْرِ الفِرَاقِ نَزِيفَا
|
كَانُوا بُرُودَ زَمانِهمْ فَتَصَدَّعوا
|
فكأنَّما لبِسَ الزَّمانُ الصُّوفَا
|
خُلُقَ الزَّمانِ الْفَدْمِ عَادَ ظَريفَا
|
كانَ المُمَنَّعَ أخْدَعاً وصَلِيفَا
|
عاقدتُ جودَ أبي سعيدٍ إنه
|
بدنَ الرجاءُ بهِ وكانَ نحيفا
|
وعَزَزْتُ بالسَّبُعِ الذي بزئيرِه
|
أمستْ وأصبحت الضغورُ غريفا
|
قَطَبَ الخُشُونَة َ والليَانَ بِنَفْسِهِ
|
فغدا جليلاً في القلوبِ لطيفا
|
فإذا مشى يمشي الدفقى أو سرى
|
وصَلَ السُّرَى أو سارَ سَارَ وَجِيفَا
|
هَزَّتْه مُعضِلَة ُ الأُمور وهَزَّها
|
وأخيفَ في ذاتِ الإلهِ وخيفا
|
يَقْظَانُ أحصَدَتِ التَّجاربُ حَزْمَهُ
|
شَزْراً وثُقّفَ عَزْمُه تَثْقِيفَا
|
واستلَّ منْ آرائهِ الشعلَ التي
|
لو أنَّهُنَّ طُبعْنَ كُنَّ سُيُوفَا
|
كَهْلُ الأناة ِ فَتَى الشَّذَاة ِ إذَا غَدَا
|
لِلحَرْبِ كانَ القَشْعَمَ الغِطْريفَا
|
وأَخُو الفَعالِ إذا الفَتَى كلُّ الفَتَى
|
في الباسِ والمعروفِ كان خليفا
|
كمْ منْ وساعِ الجودِ عندي في الندى
|
لَمَّا جَرَى وجَريتَ كانَ قَطُوفا
|
أَحسَنْتُما صَفَدِي، وَلِكنْ كنتَ لي
|
مثلَ الربيعِ حياً وكانَ خريفا
|
وكلاكما اقتعدض العلى فركبتها
|
في الذرْوَة ِ العُلْيَا وجَاءَ رَدِيفَا
|
إنْ غاضَ ماءُ المزنِ فضت وإنْ قست
|
كبدُ الزمانِ عليَّ كنتَ رؤوفا
|
وإذا خلائقهم نبتْ أو أجدبتْ
|
أنشأتَ تمهدُ لي خلائقَ ريفا
|
ومواهباً مطلوبة ً ملحوقة ً
|
تذرُ الشريفَ بفضلها مشروفا
|
تَكْفِي بها نَهَلَ البَلاءِ وَعَلَّهُ
|
عند السؤالِ مصارعاً وحتوفا
|
اسمَعْ، أقَامَتْ في دِياركَ نِعْمَة ٌ
|
خَضْرَاءُ ناضِرَة ٌ تَرفُّ رَفِيفَا
|
رَيَّا إِذَا النعَمُ انتَقَلْنَ تَخَيّمَتْ
|
وإذا نفرنَ غدتْ عليكَ ألوفا
|
أنا ذو كساكَ محبة ً لا خلة ً
|
حِبَرَ القَصائِدِ فوفَتْ تَفْويفَا
|
مُتَنَخلٌ حَلاَّكَ نَظْمَ بدائعٍ
|
صارتْ لآذانِ الملوكِ شنوفا
|
وافٍ إذا الإحسانُ قنعَ لم يزلْ
|
وَجْهُ الصنيعة ِ عنْدَه مَكشوفَا
|
وإِذَا غَدَا المعرُوفُ مَجْهُولاً غَدا
|
معروفُ كفكَ عندهث معروفا
|
هذا إلى قدمِ الذمامِ بكَ الذي
|
لَوْ أَنَّهُ وَلَدٌ لكَانَ وَصِيفَا
|
وَحِشاً تُحرقُه النَّصِيحَة ُ والهَوَى
|
لَوْ أَنَّه وَقْتٌ لكانَ مَصِيفَا
|
ومقيلُ صدرٍ فيكَ باق روعهُ
|
لو أنهُ ثغرٌ لكانَ مخوفا
|
ولئِنْ أَطَلْتُ مَدَائحي لَبِنَائِلٍ
|
لكَ لَيْسَ مَحْدُوداً ولا مَوْصُوفَا
|
خفضتَ عني الدهر بعد ملمة ٍ
|
تَرَكَتْ لِنَابيْهِ عَليَّ صَرِيفَا
|
جَدْوَى أصيلِ العِلْمِ أَنْ سَيُمِضُّه
|
عَمْرِيُّ عُظْمِ الدينِ جَهْمِيُّ النَّدَى
|
ينفي القوى ويثبتُ التكليفا
|
سأقولُ قولة َ ناصحٍ لكَ ينتحي
|
قلباً نقياً في رضاكَ نظيفا
|
لكَ هضبة ُ الحلمِ التي لوْ وازنتْ
|
أجأً إذاً ثقلتْ وكانَ خفيفاً
|
وحلاوة ُ الشيم التي لوْ مازجتْ
|
خلقض الزمانِ الفدمِ عادَ ظريفا
|
وأرَاكَ في أَرْضِ الأعادي غَازياً
|
ما تستفيقُ يبوسة ً وجفوفا
|
إنْ كانَ بالورعِ ابتنى القومُ العلى
|
أوْ بالتقى صارَ الشريفُ شريفا
|
فعلامَ قدمَ وهوَ زانٍ عامرٌ
|
وأميطَ علقمة ٌ وكان عفيفا؟!
|
وَبَنى المَكارِمَ حاتِمٌ في شِرْكِهِ
|
وسواهُ يهدمها وكانَ حنيفا؟!
|