دَنِفٌ بَكَى آياتِ رَبْعٍ مُدْنَفِ
|
لولا نَسِيمُ تُرَابهَا لَمْ يُعْرَفِ
|
طَابَت لأقدَامٍ وَطِئْنَ تُرابَها
|
فَنَفَحْنَ نَشْرَ لَطِيمَة ٍ مع قَرْقَفِ
|
أرَجٌ أَقَامَ مِنَ الأحِبَّة ِ في الثَّرى
|
وصرى ً أريقتْ بالدموعِ الذرفِ
|
أخَذَ البِلى آياتِها فَرَمى بها
|
بيَد البَوارِحِ في وُجوهِ الصَّفصَفِ
|
وحدي وقفتُ ولمْ أقل منْ عبرة ٍ
|
وقفتْ حشاي بها لحادينا قفِ
|
وحسدتُ ما غادرتْ فيها منْ بلى ً
|
و بَلَوْتُهَا بوَمِيضِ طَرْفٍ مُوسَفِ
|
و ظَلِلْتُ أُلحِفُ في السُّؤالِ رُسُومَهَا
|
والمَنْعُ مِنْ تُحَفِ السُّؤَالِ المُلْحِفِ
|
فلنؤيها في القلبِ نوي شفهُ
|
وَلَهٌ بِظاعِنها وبالمُتَخلفِ
|
وكأنما استسقى لهنَّ محمدٌ
|
فرُسُومُهنَّ من الحَيا في زُخرُفِ
|
سألَ السماكَ فجادها بحيائهِ
|
منهُ بوبلٍ ذي وميضٍ أوطفِ
|
متعانقِ الحوذانِ تنشرهُ الصبا
|
خَضِلاً وتَطْوِيهِ كطي الرَّفْرَفِ
|
وثوى الربيعُ بها فليسَ يقلهُ
|
عَنْها نَئيحُ سَمُومِ قَيْظٍ مُعصِفِ
|
حَمَلَتْ رَجَايَ إليكَ بِنْتُ حديقة ٍ
|
غَلْبَاءُ لَمْ تُلْقَحْ لِفحْلٍ مُقْرِفِ
|
نتجتْ وقدْ حوتِ الهنيدة َ وابتنتْ
|
في شَطْرِها وتَبوّعَتْ في النَّيفِ
|
فأتَتْ مَحلَّي وهْي حَملُ بَناتِها
|
تَسري بقَائمتيْ خَرِيقٍ حَرْجَفِ
|
فاعتامها ذو خبرة ٍ بفحولها
|
نَدَسٌ بجِبْلة ِ خَلْقِها مُتَلَطفِ
|
حتى إذا تمتْ فلم يعجزهُ من
|
أشلائها مذخورة َ المتلهفِ
|
صارتْ إليَّ بجؤجؤٍ ذي ميعة ٍ
|
قَدَمٍ تَدِفُّ به وعَجزٍ مِصرَفِ
|
تَنْسَلُّ في لُجَجٍ حَكَتْ أغْمَارُها
|
فِعْلَ المُحمَّدِ في الزَّمانِ المُجْحِفِ
|
ثُمَّ اجتَنتْ شِلْوي فصِرتُ جَنينَها
|
مُتَمكَّناً بقَرارِ بَطْنٍ مُسْدِفِ
|
فَمَتَى تَعَثَّرَ بالرفَاقِ ذِكَرْتَهُ
|
فَيَمُرُّ تحتي قِطْعَ لَيْلٍ أَغْضَفِ
|
فأجاءها بعدَ المخاضِ طلوقها
|
بمراهقٍ السنينِ كهلٍ أهيفِ
|
عوجاءُ تستلبُ الزمامَ وتحتذي
|
عوجاً يجدنَ لها استلابَ النفنفِ
|
أشِرَتْ بِطَى الشي في أَثْبَاجِها
|
فهوتْ كثعبانِ الصفا المتخوفِ
|
أَمَّتكَ والشَّيْطَانُ يَزْهَبُ ظِلَّها
|
فأَتَتْكَ وَهْيَ تَفُوقُ حِلْمَ الأحنفِ
|
منْ كانَ يقصدُ في نصيحتهُ لها
|
فمحمدُ في النصحِ عينُ المسرفِ
|
أوريتَ زنديْ رأفة ٍ وتألقٍ
|
فتقصدا بالنازعِ المتعسفِ
|
نالَ الردى وحوى الغنى بمحمدٍ
|
عندَ الخليفة ِ مذنبونَ ومعتفِ
|
في اللَّهِ يُنجِزُ وَعْدَه ووَعيدَهُ
|
للمُعتفينَ وللعَنُودِ المُتْرَفِ
|
سكنتَ أحشاءَ الرعية ِ في حشا
|
قلبٍ ذكيِّ عنْ لسانٍ مرهفِ
|
لمْ يبلغ القلمَ الذي يجدي به
|
في اللهِ ألفا مرهفٍ ومثقفِ
|
بأكفِ أبدالٍ إذا أموا بها
|
مَلْمُومَة ً عَمِلوا بما في المُصحَفِ
|
تَسْتَلُّ خَائِنة َ العُيُونِ بمُقْلَة ٍ
|
تَحْوي ضَمائرَها ولَمَّا تَطِرفِ
|