ياساحِرَ الطّرْفِ ! أنت الدّهرَ وَسنانُ ،
|
سرُّ القلوبِ لدَى عَينَيكَ إعْلانُ
|
إذا امتَحَنْتَ بطَرْفِ العينِ مُكتَتَماً،
|
ناداكَ مِنْ طَرْفِهِ بالسرّ تِبْيانُ
|
تَبدو السّرائرُ إنْ عَيناكَ رَنّقَتا،
|
كأنّما لكَ في الأوْهامِ سُلطانُ
|
مالي وما لَكَ ، قـد جَزّأتَني شِيَـعـاً ،
|
وأنتَ مِمّا كَساني الدّهرُ عُرْيانُ
|
أرَاكَ تَعمَلُ في قَتلي بِلا تِرَة ٍ،
|
كأنّ قَتلـي عـتـد الــلهِ قَـرْبــانُ
|
غَادِ المدامَ، وإنْ كانتْ محَرَّمَة ً،
|
فلِلْكَبائِرِ عِندَ الله غُفْرانُ
|
صَهباءُ، تَبني حَباباً كلّما مُزِجتْ،
|
كأنّهُ لُؤلُؤٌ يَتلُوهُ عِقيانُ
|
كانتْ على عَهدِ نُوحٍ في سَفينَتِهِ،
|
من حَرّ شَـحنَـتِهـا ، والأرْضُ طـوفانُ
|
فلَمْ تَزَلْ تَعجُمُ الدّنيا، وتعجُمُها
|
حتى تَـخَـيّرَها للخَـبْءِ دْهْـقــانُ
|
فصانَها في مَغارِ الأرْضِ، فاختَلَفتْ
|
على الدّفينَة ِ أزْمانٌ وأزْمَانُ
|
ببَلدَة ٍ لم تَصِلْ كَلْبٌ بها طُنُباً
|
إلى خِباءٍ، ولا عَبْسٌ وذُبْيانُ
|
لَيسَتْ لِـذُهْـلٍ ، ولا شيبانِها وَطَنـاً ،
|
لكِنّهـا لبَني الأحـرارِ أوطـانُ
|
أرْضٌ تَبَنّى بهـا كِـسْـرى دَسَـاكِرَهُ ،
|
فمـا بهـا مِنْ بني الـرّعْـناءِ إنْسـانُ
|
وما بها مِنْ هَشيمِ العُرْبِ عَرْفَجة ٌ،
|
ولا بها مِنْ غِذاءِ العُرْب خُطبانُ
|
لكنْ بها جُلّنَارٌ قد تَفَرّعَهُ،
|
آسٌ ، وَكَـلّلَـهُ وَرْدٌ وسـوسـانُ
|
فـإنْ تَنَـسّـمَـتْ مِـنْ أرْواحِها نَسَماً
|
يَوْماً تَنَسّمَ في الْخَيْشُوم رَيحانُ
|
يالَيلَـة َ طَلَعَتْ بالسّعْدِ أنْجُمُها ،
|
فباتَ يفتكُ بالسّكـرانِ سكـرانُ
|
بِتْـنـا نَـدينُ لإبْـليـسٍ بطـاعَتِـهِ ،
|
حتى نَعَى اللّيْلَ بالنّاقوسِ رُهْبانُ
|
فقامَ يَسحَبُ أذْيالاً مُنَعَّمَة ً،
|
قـد مَسّهـا مِـنْ يَـدي ظُـلْمٌ وعـدوانُ
|
يقـولُ : يا أسَفي ، والدّمْـعُ يغلِبُـهُ ،
|
هتَكتَ منّي الذي قد كانَ يُصْطانُ
|
فـقلتث : لَيثٌ رأى ظَبْـياً فـواثَـبَـهُ ،
|
كَـذا صُـرُوفُ لَيـالي الدّهـر ألـوانُ !
|