قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ |
وإنْ عاد صبحي بعدهمْ وهوَ حالكُ |
وإنْ بَكَرَتْ في ظُعْنِهمْ وحُدُوجهِمْ |
زَيانِبُ مِنْ أَحْبَابِنَا وعَوَاتِكُ |
سَقَتْ رَبْعَهُم لا بَلْ سَقَتْ مُنْتَواهُمُ |
منَ الأرضِ أخلافِ السحابِ الحواشكُ |
وأَلْبَسَهُمْ عَصْبَ الرَّبيع ووَشْيَهُ |
ويُمْنَتَهُ نَبْتُ النَّدَى المُتَلاحِكُ |
إذا غازلَ الروضُ الغزالة َ نشرتْ |
زرابيُّ في أكنافهمْ ودرانكُ |
إذا الغَيْثُ سَدَّى نَسْجَهُ خِلْتَ أَنَّه |
مَضَتْ حِقْبَة ٌ حَرْسٌ لَهُ وهْوَ حائِكُ |
أَلِكْنِي إلى حَي الأَرَاقِم إِنَّه |
مِنَ الطائرِ الأحشَاءِ تُهْدَى المآلِكُ |
كلوا الصبرَ غضاً واشربوهُ فإنكم |
أثرتمُ بعيرِ الظلمِ والظلمُ باركُ |
أَتاكُمْ سَليلُ الغَاب في صَدْرِ سَيْفِه |
سناً لدجى الإظلامِ والظلمُ هاتكُ |
إذا سيلَ سدَّ العذرُ عنْ صلبِ مالهِ |
وإنْ همَّ لمْ تسدرْ عليهِ المسالكُ |
ركوبٌ لأثباجِ المتالفِ عالمٌ |
بأنَّ المعالي دونهنَّ المهالكُ |
أَلَحَّ وماحَكْتُمْ وللقدَرِ الْتَقَى |
غريمانِ في الهيجا ملحٌّ وماحكُ |
هُوَ الحارِثُ النَّاعي بُجَيْرَاً وإنْ يُدَن |
لهُ فهوَ إشفاقاً زهيرٌ ومالكُ |
رَقَاحيُّ حَرْبٍ طالَما انقَلَبتْ له |
قساطلُ يومِ الروعِ وهي سبائكُ |
ومستنبطٌ في كلِّ يومٍ منَ الغنى |
قليباً رشاآها القنا والسنابكُ |
مطلٌّ على الآجالِ حتى كأنهُ |
لصرفِ المنايا في النفوسِ مشاركُ |
فما تتركُ الأيامُ منْ هوَ آخذٌ |
ولا تَأْخُذُ الأيَّامُ مَنْ هُوَ تَارِكُ |
صفوحٌ إذا لمْ يثلمِ الصفحُ حزمهُ |
وذو تدرإٍ بالفاتكِ الخرقِ فاتكُ |
رَبيبُ مُلُوكٍ أَرْضَعَتْهُ ثُدِيَّها |
وسِمْعٌ تَرَبَّتْه الرجَالُ الصَّعالِكُ |
ولوْ لم يكفكفْ خيله عركتكمُ |
بأثقالها عركَ الأديمِ المعاركُ |
ولَوْلاَ تُقَاهُ عادَ قَيْضاً مُفَلَّقاً |
بأدحيهِ بيضٌ الخدورِ الترائكُ |
ولا صْطُفِيَتْ شَوْلٌ فَظلَّتْ شَوَارِداً |
قرومُ عشارٍ ما لهنَّ مباركُ |
إذَاً لَلَبِسْتُمْ عَارَ دَهْر كأَنَّما |
لياليهِ منْ بينِ الليالي عواركُ |
ولاجتُذِبَتْ فُرْشٌ مِنَ الأَمْنِ تَحْتَكُمْ |
هيَ المثلُ في لينٍ بها والأرائكُ |
ولَكنْ أبَى أنْ يُسْتَبَاحَ بِكَفّهِ |
سنامكمُ في قومكمْ وهوَ تامكُ |
وأنْ تصبحوا تحتَ الأظلِّ وأنتمُ |
غَواربُ حَيَّيْ تَغْلِبٍ والحَوَارِكُ |
فَتَنْجَذِمَ الأسْبابُ وهْيَ مُغَارَة ٌ |
وتَنقطِعَ الأَرْحَامُ وَهْي شَوَابِكُ |
فَلاَ تَكْفُرُنَّ الصَّامِتيَّ مُحَمَّداً |
آياديَ شفعاً سيبها متادركُ |
أهبَّ لكمْ ريحَ الصفاءِ جنائباً |
رُخاءً وكانَتْ وهْيَ نُكْبٌ سَوَاهِكُ |
فرد القنا ظمآن عنكمْ وأغمدتْ |
على حرها بيضُ السيوفِ البواتكُ |
وآبَ على سَعدِ السُّعُودِ بِرَحْلِه |
عتاقُ المذاكي والقلاصُ الرواتكُ |
غدا وكأنَّ اليومَ منْ حسنِ وجههِ |
وقَدْ لاحَ بَيْنَ البِيضِ والبَيْض ضاحِكُ |
حَيَاتُكَ للدُّنيا حَياة ٌ ظَليلَة ٌ |
وفَقْدُكَ للدُّنَيا فَنَاءٌ مُوَاشِكُ |
متى يأتكَ المقدارُ ولا تدعَ هالكاً |
ولكنْ زمانٌ غَالَ مِثْلكَ هالِكُ |