قلبتُ أمريَ في بدءٍ وفي عقبِ |
ورضت حاليَّ في جورٍ ومقتصدِ |
فما فَتحتُ فمي إلاَّ كعَمتُ فمِي |
ولا مددتُ يدي إلا رددتُ يدي ! |
لا ذَنْبَ لي غيرَ ما سَيَّرتُ مِنْ غُرَر |
شرقاً وغرباً وما أحكمتُ من عقدي |
نشرٌ يسيرُ به شعرُ يهذبُه |
فكرٌ يجولُ مجالَ الروحِ في الجسدِ |
ساعاتُ شُكْر غَذاهُنَّ البَقَاءُ بهِ |
فهنَّ أطول أعماراً منَ الأبدِ ! |
إذا دُجاها أحاطَتْ بي أحطتُ بها |
قلباً متى أسرِ في مصباحهِ يقدِ |
حَضْرمتُ دَهرِي وأشكالي لكم وبكمْ |
حتَّى بَقِيتُ كأني لَسْتُ مِنْ أُدَدِ |
ثمّ أطرحتمْ قراباتي وآصرتي |
حتى توهَّمتُ أني من بني أسدِ ! |
ثمّ انصرفتُ إلى نفسي لأظأرَها |
على سواكم فلم تهششْ إلى أحدِ |
ومدحُ منْ ليسَ أهلِ المدحِ أحسبُه |
عضواً تفضلَ من قلبي ومن كبدي |
قومٌ إذا أعينُ الآمال جثنهمُ |
رجعنَ مكتحلاتٍ عائرَ الرمدِ ! |
فطلعة ُ الشعرِ أقلى في عيونهمِ |
وفي صُدُرِهِمِ مِنْ طَلْعة ِ الأَسَدِ |
ما إنْ ترى غيرَ منشورٍ على قدمٍ |
في الناطِقينَ وَمَطْويٍّ على حسَدِ |
قُلْ قَولة ً فَيْصَلاً تَمضِي حُكومتُها |
في المنعِ إنْ عنَّ لي منعٌ أو الصفدِ |
يحصنْ بها سندي أو يمتنعْ عضدي |
أو يدنُ لي أمدي أوْ يعتدلْ أودي |
أو التي طالما أفضتْ وعورتُها |
مِنَ الأمورِإلى مِنهاجِها الجَددِ |
إنْ كُنتَ في المَطْل ذا صَبْر وذا جَلَدٍ |
فلَسْتُ في الذَّمِ ذا صَبْرٍ وذا جَلَدِ! |
فَقُلْ وَرَاءكِ في سُحقٍ وفي بُعُدٍ |
فإنَّني فيكَ أهلُ السُّحق والبُعُدِ |