لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ،
|
وَاقْـرِ الفُـؤادَ بمُـذْهِـبِ الحـزانِ
|
بمصُـونـة ٍ قد صانَ بهْجَة َ كأسِها
|
كُنّ الخدُورِ ، وخـاتَمُ الدّنّـانِ
|
دقّتْ عن اللحظاتِ، حتى ما ترى
|
إلاّ التِماعَ شُعاعِها العيْنانِ
|
وكأنّ للذهب المذُوبِ بكأسِها
|
يحـراً يجيشُ بأعيـنِ الجيتـانِ
|
ومُزَنَّرٍ قد صبّ في قارورَة ٍ
|
ريقَ السحابِ على النجيع القاني
|
شَمْسُ المـدامِ بِكَـفّـهِ وبـوجهِـهِ
|
شمْسُ الجمالِ فـبيْنَنـا شمسـانِ
|
والشمسُ تطلعُ من جِـدارِ زُجاجـها
|
وتغيبُ ، حين تغيبُ ، في الأبـدانِ
|
في مجْلسٍ جعلَ السرورُ جَناحَـهُ ،
|
سِـتْـراً لَـه من ناظـر الحِـدثـانِ
|
لا يَـطْـرُقُ الأسْماعَ في أرْجائِـهِ ،
|
إلاّ ترنّمُ ألْسُنِ العِيدانِ
|
أو صـوْتُ تصْـفيـقِ الجليسِ تطرّباً ،
|
وبَـكاءُ خابيـة ٍ ، وضِـحْكُ قَنـاني
|
حتى إذا اشتملَ الظلامُ ببُرْدِهِ،
|
وهَـكّذا حنين ُنـواقـسُ الـرّهْـبـانِ
|
ألفيتُهُ بدْراً يلُوحُ بكَفّهِ
|
بدْرٌ، جمعتهما لعين الرّاني
|
مازِلْتُ أشـرَبُ كأسهـم من بينِـهمْ
|
عَمْـداً ، وما بيَ عجْـزَة ُ النَّـشْـوانِ
|
لأنالَ منهمْ عند ذاكَ تَحِيّة ً
|
إمّا بوجْهٍ، أو بطَرْفِ لسانِ!
|