كأني لم أبثكُما دخيلي |
ولم تَرَيَا وُلُوعي مِنْ ذُهُولي |
وتَرْكِي مُقْلَتِي تَحْمَى وتَدْمَى |
فتدمعُ في الحقوق وفي الفضولِ |
كِلاني إِنَّ راحاتي تَأتَّتْ |
لقلبي في البكاءِ وفي العويلِ |
وبالإِسْكَنْدَرِيَّة ِ رَسْمُ دارٍ |
عفتْ فعفوتُ من صبري وحولي |
ذَكَرْتُ بهِ وفيهِ مُنْسِياتي |
عزايَ مسعراتِ لظى غليلي |
وما زالتْ تجدُّ أسى ً وشوقاً |
له وعليه إخلاقُ الطلولِ |
فقدتُكَ منْ زمانٍ كلَّ فقدٍ |
وغالتْ حادثاتِكَ كلُّ غولِ |
محتْ نكباتُهُ سبلَ المعاني |
وأطفأَ ليلُه سرجَ العقولِ |
فما حِيَلُ الأَرِيبِ بِمُدْرِكاتٍ |
عجائبهُ ولا فكرُ الأصيلِ |
فلَوْ نُشِرَ الخَلِيلُ لَهُ لَعَفَّتْ |
رزاياهُ على فطنِ الخليلِ ! |
أعياشُ ارعَ أوْ لا ترعَ حقي |
وصلْ أو لا تصلْ أبداً وسيلي |
أراكَ، ومنْ أراكَ الغيَّ رشداً، |
ستلبسُ حلتيْ قالٍ وقيلِ |
ملاحمُ من لبابِ الشعرِ تنسي |
قِرَاة أَبِيكَ كُتْبَ أَبي قَبيلِ |
أمثلكُ يرتجى لولا تنائي |
أموري والتياثي في حويلي ؟! |
تَوهُّمُ آجِلِ الطَّمَعِ المُفِيتي |
تيقنُ عاجلِ اليأسِ المنيلِ |
رجاءٌ حَلَّ مِنْ عَرَصَاتٍ قَلْبي |
محلَّ البخلِ من قلبِ البخيلِ |
ورأيٌ هزَّ حسنَ الظنِّ حتى |
جرى ماءَاهُ في عرضي وطولي |
فأَجْدَى مَوْقِفِي بَنَدَاكَ جَدْوَى |
وقُوفِ الصَب بالطَّلَلِ المُحيلِ |
وأَعكفتُ المُنَى في ذَاتِ صَدْرِي |
عكوفَ اللحظِ في الخدِّ الأسيلِ |
وكنتُ أَعَزُّ عِزّاً مِنْ قَنوعٍ |
تعوَّضَه صفوحٌ عنْ جهولِ |
فَصِرْت أَذَلَّ مِنْ مَعْنى ً دَقيقٍ |
بهِ فَقْرٌ إِلى ذِهْنٍ جَليلِ |
فما أدري عمايَ عن ارتيادي |
دَهاني أَمْ عَمَاكَ عنِ الجَميلِ |
متى طابتْ جنى ً وزكتْ فروعٌ |
إِذا كانَتْ خَبِيثَاتِ الأُصُولِ ! |
ندبتكَ للجزيلِ وأنتَ لغوٌ |
ظلمتُكَ لستَ من أهلِ الجزيلِ ! |
كِلا أَبَوَيْكَ مِنْ يَمَنٍ ولكنْ |
كِلا أَبَوَيْ نَوَالِكَ مِنْ سَلُولِ! |
رويدكَ إنَّ جهلكَ سوفَ يجلُو |
لكَ الظَّلْمَاءَ عن خِزْي طَوِيلِ |
وأقللْ إنَّ كيدكَ حين تصلى |
بِنِيراني أَقلُّ مِنَ القَلِيلِ |
مرارات المقامِ عليكَ تعفو |
وتَذْهَبُ في حَلاواتِ الرَّحِيلِ |
سأَظعنُ عالِماً أَنْ ليسَ بُرْءٌ |
لسقمي كالوسيجِ وكالذميلِ |
ولَوْ كانَتْ يَمِينُكَ أَلفَ بَحْرٍ |
يَفِيضُ لِكُل بَحْرٍ أَلْفُ نيلِ |