يا كثير النـوح في الدمـن ، أبو نواس

يا كَثيرَ النّـوحِ في الدّمَـنِ ،

لا عليها بلْ على السّكَنِ

سُنَة ُ العُشّاقِ واحدَة ٌ،

فإذا أحبَبْتَ، فاستَكِنِ

ظَنَّ بي مَنْ قـدْ كُـلِـفْتُ بهِ ،

فهـو يَـجْـفوني على الظِّـنَنِ

باتَ لا يَعْنيهِ ما لقِيتْ

عَيْنُ مَمْنوعٍ مِنَ الوَسَنِ

رَشَـأٌ لوْلا مَـلاحَـتُـهُ

خَلَتِ الدّنْيا منَ الفِتَنِ

كلَّ يوْمٍ يَستَرِقّ لهُ،

حُـسْـنُهُ عَـبْـداً بلا ثَـمَـنِ

فاسْـقَـني كأسـاً على عَـذَلٍ ،

كَرِهَـتْ مَسْـموعَـهُ أُذُنـي

مِنْ كُـمَيْـتِ اللّـوْنِ ، صافيَـة ٍ

خيرِ ما سَـلْـسَـلْـتَ في بَـدَني

مااسْـتَـقَـرَّتْ في فؤاد فَـتى ً ،

فَـدَرى ما لَـوْعَـة ُ الحَــزَنِ

مُـزِجَـتْ مِـنْ صَـوْبِ غاديَة ٍ ،

حَـمَـلَتْـها الرّيحُ من مُـزُنِ

تَـضْـحَكُ الدّنيا إلى مَلِكٍ ،

قامَ بالأحْكامِ والسّنَـنِ

يا أميـنُ اللهِ ! عِـشْ أبَـداً ،

فإذا أفنَيْتَنَا فَكُنِ

كيفَ تَسخو النّفسُ عنك، وقد

قُـمْـتَ بالغالي من الثّمَـنِ

سَـنَّ للنّـاسِ النّـدَى ، فَــنَـدَوا

فـكأنّ البُـخْـلَ لَمْ يَكُـنِ