لمن طلل لم أشجه، وشجاني، أبو نواس

لمن طَلَلٌ لم أُشْجِه، وشَجاني،

وهاجَ الْهَوَى ، أو هاجَهُ لأوانِ

بلى ، فازْدَهَتني للصّبا أرْيَحيّة ٌ،

يَمانِيَة ٌ، إنّ السّماحَ يَماني

ولوْ شئتُ قد دارَتْ بذي قَرْقَلٍ يدي

منَ اللّمسِ إلاّ من يُدَيِّ حَصانِ

ولكنّني عاهَدْتُ مَنْ لا أخونه،

فأيُّ وَفِـيٍّ ، يا يـزيـدُ ، تَـرَانـي

وخِـرْقٍ يُـجِـلُّ الكأسَ عن منْطِـقِ الخِنا

ويُنزِلُها مِنهُ بكلّ مَكانِ

تراهُ لَما ساءَ النّدامَى ابنَ عَلّة ٍ،

وللشّـيْءِ لَــذّوهُ رَضِـيـعَ لِـبانِ

إذا هوَألْـقى الكأسَ يُمْـناهُ خَانَهُ

أمَـاوَيتُ فيـها ، وارْتِـعاشُ بَـنانِ

تَمَـنَّـعْتُ منهُ ثمّ أقْـصَـرَ باطِـلي ،

وصَمّمْتُ كالجاري بغَيرِ عِنانِ

وعَـنَسٍ كَـمِـرْداة ِ القِـذافِ ابْـتَـذَلْتُها ،

لبِكْرٍ منَ الحاجاتِ، أو لعَوانِ

فلمّا قضَتْ نفسِي من السّيرِ ما قضَتْ

على ما بَلَتْ من شدّة ٍ ولَيانِ

أخذتُ بحَبْلٍ من حِبالِ مُحَمّدٍ

أمِـنْـتُ بـهِ مِنْ نائِـبِ الحَـدَثـانِ

تَـغَـطّـيْـتُ من دَهْــري بِـظِـلِّ جَناحِهِ ،

فعيني ترَى دَهري، وليس يراني

فلوْ تسأل الأيّامَ ما اسمي لما درَتْ،

وأينَ مَكاني، ما عرَفنَ مكاني

أذَلّ صِعابَ الْمُشكِلاتِ مُحَمّدٌ

فـأصْـبَـحَ مَـمْـدوحـاً بكلّ لِـســانِ

يُـجَـلُّ عَن التّـشْـبيـهِ جُـودُ مُـحمّـدٍ

إذا مَـرِحَـتْ كَـفّـاهُ بالهَـطــلانِ

يُـغِـبّــكَ مَـعْـروفُ السّمـاءِ وكَـفُّـهُ

تَجودُ بسحّ العُرْفِ كلَّ أوانِ

وإنْ شَـبَّـتِ الحَـرْبُ العـوانُ سَما لها

بصَوْلَة َ لَيثٍ في مَضاءِ سِنانِ

فـلا أحَـدٌ أسْـخى بِـمُـهْـجَـة ِ نَـفسِـهِ

على المَـوْتِ منـهُ ، والقَـنـا مُـتَـدانِ

خلَفتَ أبا عثمانَ في كلّ صالحٍ،

وأقْـسَـمْـتُ لا يَبْنـي بِناءَكَ بانِ