طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا،
|
فلوْ قد شَخَصْتمْ صَبّحَ الموْتُ بَعضَنا
|
زَعمْتُمْ بأنّ البَيْنَ يُـحْزِنُكُمْ ، نعَـمْ !
|
سَـيُـحْـزِنُكُـمْ عِـلْـمي ، ولا مثْلَ حُزْنِـنـا
|
تَـعالوا نُـقارِعْكُـمْ لِنَـعْـلَمَ أيُّنـا
|
أمضّ قلوباً، أوْ مَن أسخَنُ أعيُنَا
|
أطالَ قصـير اللّيْلِ ، يا رَحِمَ ، عندَكُمْ ،
|
فإنّ قصـيرَ الليْلِ قد طالَ عندَنـا
|
وما يَعْرِفُ اللّيْلَ الطّويلَ وغَمُّـهُ
|
مِنَ النّـاسِ ، إلاّ مَنْ تَـنَـجَـمَ أو أنـا
|
خَلِيّونَ مِنْ أوْجاعِنَا يَعْذِلُونَنا،
|
يقـولـونَ : لِمْ تَهـوُونَ ؟ قـلْنـا : لِـذَنْبنـا
|
يَقُومونَ في الأقوامِ يَحْكُونَ فِعلَنا
|
سَـفاهَـة َ أحْـلامٍ ، وسُخْـرِيَـة ً بِـنا
|
فلَوْ شاءَ رَبّي لابْتَلاهُمْ بِما بهِ ابْـ
|
ـتَلانَا فكانُوا لا عَلَينا ولا لَنَا
|
سأشكُو إلى الفَضْلِ بنِ يحيَى بن خالدٍ
|
هَواكِ لَعَلَّ الفَـضْـلَ يَجْمَعُ بيْننا
|
أميرٌ رَأيتُ المالَ، في نِعَمَاتِهِ،
|
ذلِـيـلاً مَهيـنَ النّـفْـسِ بالضِّينِ مُوقِنـا
|
إذا ضَنّ رَبُّ المالِ أعْلَنَ جُودُهُ
|
بحَيَّ على مالِ الأمِيرِ، وأذّنَا
|
وللفَضْلِ صَوْلاتٌ على صُلْبِ مالِهِ،
|
تَرَى المالَ فيها بالمَهانَة ِ مُذْعِـنَـا
|
وللفَضْلِ حِصْنٌ في يدَيهِ مُحَصَّنٌ،
|
إذ لَبِـسَ الدّرْعَ الحَـصـينَـة َ وَكْتَنـى
|
إلَيكَ أبا العَبّاسِ من دونِ مَن مشَى
|
عليها امتَطينَا الْحَضرَميّ المُلَسَّنَا
|
قَلائِـصَ لَمْ تُـسْـقِطْ جَنيناً مِنَ الوَجى ،
|
ولَمْ تَدْرِ ما قَـرْعُ الفَـنيـقِ ولا الهَنا
|
نَـزُورُ عليْها مَنْ حَـرَامٌ مُـحَـرَّمٌ
|
عليْـهِ بأنْ يَـعْـدو بِـزَائِـرِهِ الغِـنــى
|
كَـأنّ لَـديْـهِ جَـنَّـة ً بابِـلَـيَّـة ً
|
دَعا يَنْعُها الْجُنّاءَ منها إلى الْجَنَى
|
أغَرُّ لَهُ ديباجَة ٌ سابِرِيّة ٌ،
|
ترَى العِتْقَ فيها جارِياً مُتَبَيَّنَا
|