قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا
|
منْ قَبلِ تَثْويبِ المنادينَا
|
بكُلّ مَعرُوفٍ بأعْراقِهِ
|
على عيونِ الأرمنيّينا
|
رَبيبُ بَيْتٍ، وأنيسٌ، ولم
|
يُرْبَ بريشِ الأمّ مَحضُونَا
|
لم يُنكِهِ جُرحُ حِياصٍ، ولم
|
يبغِ له بالثُّفلِ تسكينا
|
كُرّزُ عامٍ صاغهُ صائغٌ
|
لم يَدّخِرْ عَنهُ التّحاسينَا
|
ألبَسهُ التَّكريزُ من حَوْكِهِ،
|
وَشياً على الْجُؤجُؤِ موضونَا
|
لَهُ حِرابٌ فَوْقَ قُفّازِهِ
|
يَجْمَعْنَ تأنيفاً وتَسْنِينَا
|
كلُّ سِنانٍ عِيجَ من صَدْرِهِ
|
تَخالُ عِطْفَيْ رَأسِهِ نُونَا
|
و مِنسَر أكلَفَ، فيهِ شفاً،
|
كأنَّهُ عِقدُ ثمانينَا
|
في هامة ٍ كأنّما قُنِّعتْ
|
بعض حِبالِ السّابريّينا
|
و مُقْلة ٍ أشربَ آماقُها
|
تِبْراً يروقُ الصَّيرفيّينا
|
نرْسِلُ مِنْهُ عِندَ إطْلاقِهِ
|
على الكراكيّ دُرَخْمِينا
|
داهِية ٌ تَخبِطُ أعجازُها
|
خَبْطاً يحسّيها الأمَرّينَا
|
يَحمي علَيها الْجَوَّ مِن فَوْقِها
|
حيناً، ويُغْريها الأحايِينا
|
وهُنَّ يَرفعنَ صُراخاً،كما
|
جَهْوَرَ في الشّعبِ الْمُلَبُّونَا
|
فمُقْعَصُ أُثْبِتَ في سَحْرِهِ،
|
وخاضِبٌ من دَمهِ الطّينَا
|
قد مَشَقَتْهُ في الحَشا مَشْقَة ٌ،
|
ألْقَتْ منَ الْجَوْفِ الْمَصارينا
|
رحنا به نحمِلُ أكبادها،
|
في زورة ٍ عشرًا وعِشرينا
|
أعطى البُزاة َ اللهُ من قِسمِهِ،
|
ما لم يُخَوّلْهُ الشّواهِينَا
|
لكلِّ سبعٍ طُعْمَة ٌ مثلَهُ،
|
في القِدر إنْ فوقاً وإن دونا
|