نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ، |
وَغَيٌّ، في البطالةِ، مُتلئِبُّ |
تَأبّى أن تجيءَ الخيرَ يوماً، |
وأنتَ، ليومِ غفرانٍ، تئبّ |
فلا يغرُرك بِشْرٌ من صديقٍ، |
فإنّ ضميرَه إحَنٌ وخَبّ |
وإن الناسَ: طفلٌ، أو كبيرٌ، |
يَشيبُ، على الغَوايةِ، أو يشبّ |
تُحِبُّ حياتَك الدنيا، سَفاهاً، |
وماجادتْ، عليك، بما تُحِبّ |
وإنك منذُ كونِ النفسِ عَنْساً |
لَتوضِعُ في الضّلالةِ، أو تُخبّ |
وإن طال الرُّقادُ من البرايا، |
فإنّ الراقدين لهمْ مهَبّ |
غرامك بالفتاة خنًى وغمٌّ، |
وليس يَسرّ من يشتاق غِبّ |
لو أنّ سوادَ كَيْوانٍ خِضابٌ |
بفكّك والسُّهى في الأذن حَبّ |
لما نجّاكَ، من غِيَرِ الليالي، |
سناءٌ فارعٌ، وغِنىً مُرِبّ |
وما يحميك عزٌّ إن تَسبّى، |
ولو أنّ الظلام عليكَ سِبّ |
أرى جنح الدُّجى أوفى جَناحاً، |
ومات غُرابُهُ الجَونُ المُرِبّ |
فما للنَّسرِ، ليسَ يطيرُ فيه، |
وعقربُهُ المُضِبّةُ لا تدُبّ |
أيَجلو الشمسَ، للرّائي، نهارُ، |
فقد شرَقتْ، ومشرِقُها مُضِبّ |
ولم يدفع، رَدى سُقراطَ، لفظٌ، |
ولا بِقراطُ حامى عنهُ طِبّ |
إذا آسيتني بشفاً، صريعاً، |
فدعني! كلُّ ذي أملٍ يتبّ |
ولا تَذبُبْ، هناك، الطيرَ عني؛ |
ولا تَبْلُلْ يداك فماً يذبّ |