إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ
|
ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ
|
قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائنٌ،
|
فتَمّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ
|
وهل يأبِقُ الإنسانُ من مُلك ربّه،
|
فيخرُجَ من أرضٍ لهُ وسماءِ؟
|
سنتبعُ آثارَ الذينَ تحمّلوا،
|
على ساقةٍ من أعبُدٍ وإماءِ
|
لقد طالَ، في هذا الأنامِ، تعجُّبي،
|
فيا لرِواءٍ قُوبِلوا بظِماءِ
|
أُرامي فتُشْوِي من أُعاديه أسهمي،
|
وما صافَ عني سهمُه برِماء
|
وهل أعظُمٌ إلاّ غصونٌ وَرِيقةٌ،
|
وهلْ ماؤها إلاّ جَنيُّ دِماء؟
|
وقد بانَ أنّ النَّحْسَ ليسَ بغافلٍ،
|
له عملٌ في أنجُمِ الفُهماءِ
|
ومنْ كان ذا جودٍ وليسَ بمكثرٍ،
|
فليسَ بمحْسوبٍ من الكُرَماء
|
نهابُ أموراً، ثمّ نركبُ هَوْلها،
|
على عَنَتٍ منْ صاغِرِين قِماء
|
أفِيقوا أفِيقوا يا غُواةُ! فإنما
|
دِياناتكمْ مكرٌ من القُدَماء
|
أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركوا
|
وبادوا وماتتْ سُنّةُ اللؤماء
|
يقولون: إنّ الدهر قد حان موتُهُ،
|
ولم يبقَ في الأيام غيرُ ذَماء
|
وقد كذَبوا مايعرفون انقِضاءَهُ،
|
فلا تسمعوا من كاذب الزّعماء
|
وكيف أُقضّي ساعة بمسرّة،
|
وأعلمُ أنّ الموت من غُرَمائي؟
|
خُذوا حذراً من أقَربينَ وجانبٍ،
|
ولا تذهلوا عن سيرةِ الحُزَماء
|