أقيمي، لا أعُدُّ الحجّ فرضاً، |
على عُجُزِ النساء، ولا العَذارَى |
ففي بطحاءِ مكّةَ سشرُّ قوم، |
وليسوا بالحُماةِ ولا الغَيارىَ |
وإنّ رِجالَ شيبةَ سادِنيها، |
إذا راحتْ، لكعبتِها، الجمارا |
قِيامٌ يدْفعونَ الوَفْدَ شَفْعاً، |
إلى البيتِ الحرام، وهم سُكارى |
إذا أخذوا الزوائفَ أولجوهم، |
ولو كانوا اليهودَ أو النصارى |
متى آداكِ خيرٌ، فافعليه، |
وقولي، إن دعاكِ البِرُّ: آرا |
فلو قيلَ الغُواةُ، عرفتِ كَشفي، |
من الكذِبِ المموَّهِ، ما توارى |
ولا تثقي بما صنعوا وصاغوا، |
فقد جاءت خيولُهُمُ تَبارى |
جرتْ زمناً، وتسكنُ بعد حينٍ، |
وأقضيةُ المهيمنِ لاتُجارى |
لعلّ قِرانَ هذا النجمِ يَثْني، |
إلى طُرق الهدى، أُمَماً حيَارى |
فقد أودى بهم سَغَبٌ وظِمْأٌ |
وأيْنُقُهُمْ، بمَتلفَةٍ، حَسارى |
وما أدري: أمَنْ فوقَ المهارى |
ألَبُّ، إذا نظرتُ، أمِ المهارى؟ |
أتتهم دولةٌ قهرَتْ وعزّتْ، |
فباتوا في ضلالتِها أُسارى |
وظنّوا الطُّهرَ متّصلاً بقومٍ، |
وأُقسِمُ أنهمْ غيرُ الطهارى |
وما كَرِيَتْ عيونُ الناس جمعاً، |
ولكن في دُجُنّتِها تَكارى |
لهم كَلِمٌ تخالفُ ما أجنّوا، |
صدُروُهمُ بصحتّهِ تَمارى |