فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ،
|
وادلهمَّتْ، عليهمُ، الظلماءُ
|
وتغَشّى دهماءَنا الغَيُّ، لمّا
|
عُطّلتْ، من وضوحها، الدّهماءُ
|
للمليكِ المذكَّراتُ عبيدٌ،
|
وكذاكَ المؤنّثاتُ إماءُ
|
فالهلالُ المنيفُ، والبدرُ، والفر
|
قدُ، والصبحُ، والثرَى، والماء
|
والثريّا، والشمسُ، والنارُ، والنثـ
|
ـرةُ، والأرض، والضّحى، والسماء
|
هذه كلّها لربّك، ماعا
|
بك، في قولِ ذلك، الحُكماء
|
خلّني، يا أُخيَّ، أسْتغفر اللّـ
|
ـهَ، فلم يَبقَ فيّ إلاّ الذَّماء
|
ويقالُ الكرامُ قَولاً، وما في الـ
|
ـعصرِ إلاّ الشّخوصُ والأسماءُ
|
وأحاديثُ، خَبّرتها غُواةٌ،
|
وافترَتها للمكسِبِ القُدَماءُ
|
هذه الشُّهبُ، خِلتُها شبَكَ الدهـ
|
ـرِ، لها فوق أهلها إلماءْ
|
عجباً للقضاءِ تمّ على الخَلـ
|
ـقِ، فهمّتْ أنْ تُبْسِلَ الحزماء
|
أوَما يُبصِروُن فعلَ الرّدى، كيـ
|
ـفَ يَبيدُ الأصهارُ والأحماء؟
|
غلبَ المينُ، منذُ كان، على الخَلـ
|
ـقِ، وماتتْ، بغيظِها، الحُكَماء
|
فارْقُبي، يا عَصامِ، يوماً، ولو أنّـ
|
ـكِ، في رأسِ شاهِقٍ، عصماء
|
وأرى الأربَعَ الغَرائزَ فينا،
|
وهي، في جُثّةِ الفتى، خُصَماء
|
إن تَوافقْنَ صحّ، أولا، فما ينفـ
|
ـكّ عنها الإمراضُ والإغماءُ
|
ووجدتُ الزّمانَ أعجمَ فظّاً،
|
وجُبارٌ، في حُكمها، العَجْماء
|
إنّ دُنْياكَ مِنْ نَهارٍ ولَيْلٍ،
|
وهي، في ذاكَ، حيّةٌ عَرْماء
|
والبرايا حازُوا دُيون مَنايا،
|
سوف تُقْضَى، ويحضُرُ الغُرماء
|
ورَد القومُ، بعدما مات كعبٌ،
|
وارتوى، بالنّميرِ، وفدٌ ظِماء
|
حيوانٌ، وجامدٌ غيرُ نامٍ،
|
ونباتٌ له، بسقيا، نماء
|
ولوَ أنّ الأنام خافوا من العُقـ
|
بى، لما جارت المياهَ الدّماء
|
أجدرُ الناس، بالعواقب، في الرحـ
|
ـمةِ، قومٌ في بَديِهم رُحماء
|
وغضِبنا من قول زاعمِ حقٍّ،
|
أننا، في أصولنا، لؤماء
|
أنتَ يا آدمٌ، آدمُ السّرب، حَوّا
|
ؤك فيه، حوّاءُ، أو أدْماء
|
قَرَمَتنا الأيامُ، هل رَثَتِ النّحّـ
|
ـامَ، لمّا ثوى بها، قَرماء؟
|
عالم حائر كـطير هـواء
|
وهواف تضمها الدأماء
|
وكأنّ الهُمامَ عمرو بن دَرْما
|
ءَ، فلته، من أُمّه، درْماء
|
والبَهارُ الشميمُ، تحميه من وط
|
ءِ مُعاذيك، أرنبٌ شمّاء
|
وعَرانا، على الحُطام، ضِرابٌ،
|
وطِعانٌ في باطلٍ، ورِماء
|
أسودُ القلبِ أسودٌ، ومتى ما
|
تُصغِ أذني، فأذنُهُ صمّاء
|
قد رمى نابلٌ، فأنمى وأصمى،
|
ولياليك ما لها إنماء
|
إنّ رَبّ الحِصْنِ المَشِيدِ بتيما
|
ء، تولى وخُلِّفتْ تَيْماء
|
أومأت للحِذاءِ كَفُّ الثّريّا،
|
ثمّ صُدّ الحديثُ والإيماء
|
شهدتْ بالمليكِ أنجُمُها الستّـ
|
ـةُ، ثم الخضيبُ والجذْماء
|
فَهِمُ الناس كالجهولِ، وما يظـ
|
ـفر إلاّ بالحسرة الفُهماء
|
تلتقي في الصعيد أُمٌّ وبنْتٌ،
|
وتساوى القَرْناء والجَمّاء
|
وأنيقُ الرّبيع يدرِكُهُ القيـ
|
ـظ، وفيه البيضاء والسَّحْماء
|
وطريقي إلى الحِمام كريهٌ،
|
لم تُهَب، عندَ هولهِ، اليَهماء
|
ولوَ أنّ البيْداءَ صارِمُ حَربٍ،
|
وهي من كلّ جانبٍ صَرْماء
|
كيف لا يَشرِكُ المضيقين، في النعـ
|
ـمة، قومٌ عليهمُ النَّعماء؟
|