بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ، |
وما فيكمُ وافٍ لمقتٍ، ولا حبِّ |
وجدتكمُ لا تقربون إلى العُلا، |
كما أنّكمُ لا تبعدونَ عن السّبّ |
ولم تكفكم أكبادُ شاءٍ وجاملٍ، |
ووحشٍ إلى أن رُمتمُ كَبِدَ الضّبّ |
فإن كان ما بينَ البَهائمِ قاضياً، |
فهذا قضاءٌ جاءَ من قِبَلِ الرّبّ |
ركبتم سفينَ البحر، من فرط رَغبةٍ، |
فما للمطايا والمطهَّمةِ القُبّ |
وكلُّكمُ يبدي، لدنياهُ، نَغْصَةً، |
على أنه يخفي بها كَمدَ الصّبّ |
إذا جولِسَ الأقوامُ بالحقّ أصبحوا، |
عُداةً، فكلُّ الأصفياءِ على خِبّ |
نشاهدُ بيضاً منْ رجالٍ، كأنّهمْ |
غرابيبُ طيرٍ، ساقطاتٍ على حَبّ |
إذا طلبوا، فاقنعْ لتظفرَ بالغنى؛ |
وإن نطقوا، فاصمتْ لترجع باللُّبّ |
وإن لم تُطِقْ هِجرانَ رَهطِكَ دائماً، |
فمن أدبِ النّفسِ الزّيارةُ عن غِبّ |
ويدعو الطبيبَ المرءُ، وافاهُ حَينُهُ؛ |
رُوَيدَك! إنّ الأمرَ جلّ عن الطّبّ |