إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً، |
فأنتَ بظُلمٍ، عند غيريَ، عائبي |
عَرفْتُك، فاعلم، إن ذمَمتَ خلائقي |
ورابَكَ بعضي، أنّ كلّك رائبي |
فأينَ الذي في التُّربِ يُدفَنُ شخصُه، |
وأسرارهُ مدفونة في الترائب |
يظنُّ نبيهٌ غائباً مثلَ شاهدٍ؛ |
وخاملُ قومٍ شاهداً مثل غائبِ |
وقدْ يُورثُ، المالَ البعيدَ، مضلَّلٌ، |
من الناسِ، يأبى وضعَهُ في القرائب |
وإنّ بني حوّاءَ زُورٌ عن الهدى، |
ولو ضُربوا بالسّيف ضرْبَ الغرائب |
ومن حُبّ دُنياهم رَمَوْا في وغاهُمُ |
بَغيضَ المنايا بالنفوس الحبائب |
وكم غَوّروا، في موردٍ وتظمّىء |
عيونَ رَكيٍّ، أوْ عيونَ ركائب |
وأسرَوْا على الخيْلِ العتاقِ، وأصمتوا |
نواطقَها، إلاّ تحَمْحُمَ هائب |
وشُدّ لسانُ الطِّرفِ، خوفَ صهيله، |
فقدْ ألجموا أفواهها بالسّبائب |
وغرّهُمُ صبحُ الوجوه، وفوقَهُ |
جوامدُ ليلٍ، سُمّيتْ بالذّوائبِ |
غرائزُ في شِيبٍ ومُردٍ، بمشرِقٍ |
وغرب، جرت مجرى الصَّبا والجنائب |
أرادتْ لها خُضْرُ المضارب والظُّبَى |
جلاءً، فلم تَبيضّ سودُ الضّرائب |
يقولُ الفتى: أُخِلصتُ غَيّاً ولم أرُح، |
وشائبُ فَوْدي بالتّوَرّع شائبي |