توَخّ بهجرٍ أمَّ ليلى، فإنها |
عجوزٌ، أضلّتْ حيّ طسم ومارِبِ |
دَبِيبُ نِمالٍ، عنْ عُقارٍ، تخالُها |
بجسمك، شرٌّ منْ دبيبِ العقاربِ |
ولوْ أنها كالماءِ طلِقٌ لأوْجبتْ، |
قِلاها، أصيلاتُ النُّهى والتّجاربِ |
تحيّي وجوهَ الشَّرْب، فعلَ مُسالمٍ، |
يُضاحِكُه، والكيدُ كيدُ محاربِ |
إذا قُتِلَتْ، خافَ الرّشادُ جنايةً، |
فكان من الفتيانِ أولَ هاربِ |
عدُوّة لُبٍّ، سلّتِ السّيفَ واعتلَتْ |
به القومَ، إلاّ أنها لم تضارب |
وما شامَتِ الهنديَّ في الكفّ عَنوةً؛ |
ولكن ثَنَتهُ في أنامل ضارب |
فلو كان سَرْحُ العقلِ أذ وادَ عامرٍ، |
رمَتْ كلّ ذوْدٍ من سَفاهٍ بخارب |
فما أبعدتْ إلاّ أجلَّ مُقارنٍ؛ |
ولا بلّغتْ إلاّ خسيسَ المآربِ |
تُعري الفتى من ثوبه، وهو غافلٌ، |
وتُوقِعُ حربَ الدهرِ بين الأقاربِ |
تألّى الحِجا، واستشهدَ السكرَ أنها |
ذميمةُ غِبٍّ، لا تَحِلُّ لشاربِ |