لا خيرَ في المالِ أعْطاهُ وأجمعُهُ، |
إذا عَريتُ، فممّا حُزتُ عُرّيتُ |
وما انتفاعي، إذا أصبحتُ ذا فِرةٍ، |
وإنما أنا رِسْلُ الضَّرعِ صُرّيتُ |
وصاغني اللَّهُ من ماءٍ، وها أنا ذا |
كالماءِ، أجْري بقدرٍ كيف جُرّيت |
بُريتُ للأمر لم أعرف حقائقَهُ، |
فليتني، من حساب اللَّه، بُرّيت |
أرى خيالَ إزارٍ حمّه قَدَرٌ، |
ظهرْتُ منهُ قليلاً ثمّ وُرّيت |
ما لي رضيتُ بما أنكرْتُهُ زمناً، |
وخِلتُني بصروف الدّهرِ ضُرّيت |
فهل درى اللّيثُ إذ ضَمّ الرَّجاجَ له |
فَمٌ، وقُدّرَ للشّدقينِ تَهريت |
كأننا في قفارٍ، ضلّ سالِكُها |
نهجَ الطريقِ وما في القوم خرّيت |
لو يَنطقُ اللّيلُ نادى كم فرى ظُلَمي |
فجرٌ وأُدلجتُ في حاجٍ وأُسريت |
وأعملتني رجالٌ في مآربها، |
كأنّني جملٌ، للإنس، أُبريتُ |
لايصبرون، فقيرٌ تحت فاقته؛ |
إنّ السّباريتَ جابتْها السّباريت |
ناسٌ، إذا نسكوا عُدّوا ملائكةً؛ |
وإن طغَوا فهُمُ جِنٌّ عفاريت |
لا تطريَنّي، فلي نفس مجرَّبةٌ، |
تُسِرُّ وجْداً، إذا بالمينِ أُطريت |
وإن مُدحتُ بخيرٍ، ليس من شيَمي، |
حسبتُني بقبيحِ الذّمّ فُرّيت |