لقد جاءنا هذا الشّتاءُ، وتحتَهُ |
فقيرٌ مُعرّى، أو أميرٌ مدَوَّجُ |
وقد يُرزَقُ المجدودُ أقواتَ أمّةٍ؛ |
ويُحرَمُ، قوتاً، واحدٌ، وهو أحوَج |
ولو كانت الدّنيا عروساً وجدتُها، |
بما قَتَلَت أزواجَها، لا تُزوَّج |
فعُجْ يدَك اليُمنى لتشربَ طاهراً، |
فقد عِيفَ، للشَّربِ، الإناءُ المعوَّج |
على سفَرٍ هذا الأنامُ، فخلِّنا، |
لأبعدِ بينٍ واقعٍ، نتحوّج |
ولا تعجَبْن من سالم؛ إنّ سالماً |
أخو غمرةٍ، في زاخرٍ يَتموّج |
وهل هوَ إلاّ رائدٌ لعشيرةٍ، |
يلاحِظُ بَرْقاً في الدّجى يتَبوّج |
ولولا دِفاعُ اللَّهِ لاقى مِنَ الأذى، |
كما كان لاقى خامِدٌ ومتوَّج |
إذا وُقِيَ الإنسان، لم يَخشَ حادثاً؛ |
وإن قيل هَجّامٌ على الحرب أهوج |
وإن بلغ المقدارُ لم ينجُ سابحٌ، |
ولو أنّه في كُبّةِ الخيلِ أعْوج |
فلا تَشْهَرنْ سيفاً لتطلُب دَولةً، |
فأفضلُ ما نلتَ اليَسيرُ المروَّج |