دَعَوْا، وما فيهمُ زاكٍ، ولا أحدٌ |
يخشى الإلهَ، فكانوا أكلُباً نُبُحا |
وهل أجلُّ قتيلٍ، من رجالِهمُ، |
إذا تُؤُمّلَ، إلاّ ماعِزٌ ذُبحا؟ |
خيرٌ من الظّالمِ الجبّارِ، شيمتُهُ |
ظلمٌ وحيْفٌ، ظليمٌ يرْتعي الذُّبَحا |
وليسَ عندَهُمُ دينٌ ولا نُسُكٌ، |
فلا تغرّك أيدٍ تحمِلُ السُّبَحا |
وكم شُيوخٍ غدّوْا، بِيضاً مفارقُهمْ، |
يُسبِّحونَ، وباتوا في الخنى سُبُحا |
لو تعقِلُ الأرضُ ودّتْ أنها صَفِرَتْ |
منهم، فلم يرَ فيها ناظرٌ شبَحا |
ما ثعلبٌ، وابنُ يحيى، مبتغاي به، |
وإن تفاصحَ، إلاّ ثعلبٌ ضبحا |
أرى ابنَ آدَمَ قضّى عيشةً عجباً، |
إنْ لم يُرحْ خاسراً، منها، فما رَبحا |
فإن قدرْتَ، فلا تفعلْ سوى حسنٍ، |
بين الأنامِ، وجانبْ كلّ ما قبُحا |
فحيرةُ المُلْكِ خِلْتُ المنذِرَين، بها، |
لم يُغبقا الرّاحَ، في عِزٍّ، ولا صُبِحا |