لعَمري! لخَيرُ الذُّخرِ، في كلّ شِدّةٍ، |
إلَهُكَ تَرجُو فَضَلُهُ وألاهُ |
فلا تُشبِهِ الوَحشيَّ خَلّفَ طِفلَهُ |
لخَنساءَ، تَرعَى، بالمَغيبِ، طَلاهُ |
وإنْ نِلْتَ في دُنياكَ، للجسمِ، نعمةً |
من العيشِ، فاذكُرْ دفنَهُ وبِلاهُ |
إذا اختَصَمتْ في سيّءِ الفعلِ وابنَها |
فلا هيَ من أهلِ الحقوقِ، ولا هُو |
متى يصرِمِ الخِلُّ المُسيءُ، فلا تُرَعْ، |
فأفضَلُ من وصلِ اللّئيمِ قِلاه |
وكم غَيّبَ الإلفُ الشّقيقُ أليفَهُ، |
فرِيعَ له، الأيّامَ، ثمّ سَلاه |
وما كان حادي العيسِ في غُربة النوَى |
عليّ، كَحادي النّجمِ حينَ قَلاه |
ومَن يَحلِفِ الأيمانَ باللَّهِ، ولا وَنَى |
عن الودَ، يحنَثْ، أو يَضِرْه ألاه |
ومَن تُرِكَ العِلجُ المُعَرِّدُ، راتِعاً |
بأفْيَحَ، يَقرُو في الخَلاءِ خَلاه |
وقد كَلأ المسكينَ، في الوِردِ، بائسٌ، |
ومن كَبِدِ القوسِ الكتومِ كَلاه |
فطَلّقَ عِرْساً كارهاً، وفَلا الرّدى، |
لها تَولباً، لم يَمَتَنِعْ بفَلاهُ |
فلا تُقرِ هَمَّ النفسِ، عجزاً عن القِرَى، |
وأدْلجْ، إذا ما الرّكبُ مالَ طُلاه |
طوى عنك، سِرّاً، صاحبٌ، قبلَ شيبهِ، |
فلَمّا انجَلَى عَنهُ الشّبابُ جَلاه |
ولا مُلكَ إلاّ للّذي عَزّ وجهُهُ، |
ودامَتْ، على مَرّ الزّمانِ، عُلاه |
وقد يُدرِكُ المَجدَ الفتى وهوَ مُقتِرٌ، |
كثيرُ الرّزايا، مُخلِقٌ سَمِلاه |
غَدا جَمَلاهُ يُرقِلانِ بِكُورِهِ، |
وهل غيرُ عَصْرَيْ دهرِهِ جَمَلاه؟ |
وما فَتلاهُ عن سَجاياه، بعدَما |
أجادَ كتاباً مُحكَماً، فتَلاه |
فإنْ ماتَ، أو غاداهُ قَتلٌ، فما هُما |
أماتاهُ، في حُكمي، ولا قَتلاه |
يَدٌ حَمَلَتْ هذا الأنامَ علَيهِما، |
ولَولا يَمينُ اللَّهِ ما احتَمَلاه |
وِعاءَانِ للأشياءِ، ما شَذّ عَنهُما |
قَليلٌ، ولا ضاقَا بما شَمِلاه |
وجاءَ بمينٍ مُدّعٍ، جاءَ زاعِماً |
بأنّهُما عن حاجَةٍ خَتَلاه |
عجبتُ لرامي النَّبلِ يَقصُدُ آبلاً، |
بجَهلٍ، وقد راحَتْ لَهُ إبِلاهُ |
بَدا عارِضا خيرٍ وشرٍّ لشائِمٍ، |
وما استَوَيا في الخَطبِ، إذْ وَبَلاه |
زَجَرْتُهما زجرَ ابنِ سَبعٍ سِباعَهُ، |
ولو فَهِما زَجْري لمَا قَبِلاه |
تهاوَى جِبالٌ من كِنانَةِ غالِبٍ، |
وأبْطَحُها لم يَنتَقِلْ جَبَلاهُ |
إذا النّسلُ أسواهُ الأبُ، اهتاجَ أنّهُ |
يَمُوتُ، ويَبقَى مالُهُ وحِلاه |
فكَمْ ولَدٍ، للوالدينِ، مضيِّعٍ، |
يُجازيهما بُخلاً بما نَجلاه |
طوى عنهما القوتَ الزهيدَ، نفاسةً، |
وجَرّاهُ سارَا الحَزْنَ، وارتحلاه |
يَرَى فَرقَدَيّ وحشيّةٍ بَدَليهِما، |
وما فَرقَدا مَسراهُما بَدلاه |
ولامَهُما عن فَرطِ حبّهما لَهُ، |
وفي بغضِهُ إيّاهُما عَذَلاه |
أساءَ، فلَم يَعدِ لهما بشِراكِهِ، |
وكانا، بأنوارِ الدُّجَى، عدلاه |
يُعيرُهما طَرْفاً، من الغَيظِ، شافناً، |
كأنّهما، فيما مَضَى، تَبلاه |
يَنامُ، إذا ما أدنفا، وإذا سرَى |
له الشكوبات، الغِمضُ ما اكتحَلاه |
إنِ ادّعيا، في ودّه، الجُهدَ صُدّقا، |
وما اتُّهِما فيه، فيَنتَحِلاه |
يغشُّهما في الأمرِ هانَ، وطالما |
أفاءا علَيهِ النّصحَ، وانتَخَلاه |
يسرُّهما أن يهجرَ الرِّيمَ، دَهرَهُ، |
وأنّهُما من قَبلِهِ نَزَلاه |
ولو بمُشارِ العَينِ يُوحى إلَيهِما، |
لوَشْكِ اعتزالِ العيشِ، لاعتزَلاه |
يَودّانِ، إكراماً، لو انتَعَلَ السُّهَا |
وإنْ حَذِيا السَّلاّءَ وانتَعَلاه |
يَذُمُّ لفَرْطِ الغيّ ما فَعَلا بهِ؛ |
وأحْسِنْ وأجْمِلْ بالذي فَعلاه |
يُعِدّانِهِ كالصّارِمِ العَضبِ في العِدى |
بظَنّهِما، والذّابِلِ اعتَقَلاه |
ويُؤثِرُ بالسّرّ الكنينِ سواهما، |
فينقلُهُ عَنهُ وما نَقلاه |