أوانيَ هَمٌّ، فألقَى أواني، |
وقد مَرّ في الشّرْخِ والعُنفُوانِ |
وضَعْتُ بُوانيَّ في ذِلَّةٍ، |
وألقَيتُ، للحادِثاتِ، البُواني |
ثوانيَ ضيفٌ، فلَم أقْرِهِ |
أوائلَ من عَزْمتي، أو ثواني |
فَيا هِندُ! وانٍ، عن المكرُما |
تِ، من لا يُساوِرُ بالهُندَواني |
زوانيَ خَوْفُ المَقامِ الذّميـ |
ـمِ، عن أن أكونَ خليلَ الزّواني |
روانيَ صَبري، فأضحتْ إليّ |
عيونٌ، على غَفلاتٍ، رواني |
عواني قضاءٌ، دُوينَ المُرادِ، |
وما بِكرُ شأنِكَ مثلُ العَوان |
وهلْ جعلَ الشائماتِ الوَميضَ |
تَوانيَ، غَيرُ اتصالِ التّواني؟ |
فما، لرِكابكَ، هذي، الوُقوفِ |
عَدَا حادييها، الذي يَرْجُوان |
حَوانيَ للوِرْدِ أعْناقَها، |
وما عَلِمَتْ أيَّ وقتٍ حَواني |
ولم يَلْقَ، في دَهرِهِ، أجرَبيٌّ |
هَوانيَ، فَلْيَنْأ عَنّي هَواني |
وعنديَ سِرٌّ بَذِيُّ الحَديثِ، |
كنَتْ عَنهُ في العالمينَ الغواني |
إذا رَملَةٌ لم تَجىءْ بالنّباتِ، |
فقد جَهِلَتْ إن سقَتها السّواني |
جريتُ معَ الدّهرِ جريَ المُطيعِ، |
بَينَ اللَّياحيّ والأُرجُواني |
كأنّيَ في العَيشِ لدْنُ الغُصو |
نِ، مَن شاءَ قَومَني أو لَواني |
ولا لَونَ للماءِ، فيما يُقالُ، |
ولكنْ تلوُّنُهُ بالأواني |
وفي كلّ شرٍّ، دعتْهُ الخطوبُ، |
شَواسعُ مَنفَعَةٍ، أو دَواني |
وأجزاءُ ترْياقِهِمْ لا تَتِمُّ، |
إلاّ بجُزْءٍ مِن الأُفْعُوان |
فَلا تَمدَحاني يَمينَ الثّناءِ، |
فأحْسنُ من ذاكَ أن تَهجُواني |
وإنّيَ، من فِكرَتي والقَضا |
ءِ، ما بينَ بحرَينِ لا يَسجُوان |
وإنّ النّهارَ، وإنّ الظّلامَ، |
على كلّ ذي غَفلَةٍ يَدْجُوان |
وكَيفَ النّجاءُ، وللفَرقَدينِ |
فَضلٌ، وآلَيتُ لا يَنجُوان |
فلَم تَطلُبا شيمتي ناشِئَينِ، |
وعَمّا لَطَفْتُ لَهُ تجفُوان |
فإنْ تَقْفُوَا أثَري تُحْمَدا؛ |
وإنْ تَعرِفا النّهجَ لا تَقفُوان |
وقد أمرَ الحِلمُ أن تَصفَحا، |
ونادى بلُطْفٍ: ألا تَعفُوان؟ |
فلَن تَقذَيا باغتِفارِ الذّنوبِ، |
ولَكنِ بغفرانِها تَصفُوانِ |
ولولا القَذى طِرْتُما في الهواء، |
وفي اللُّجّ أُلفيتُما تَطفُوان |
فكُونا معَ النّاسِ كالبارِقَينِ، |
تَعُمّانِ بالنّورِ، أو تَخفُوان |
فلَمْ تُخْلَقَا مَلَكَيْ قُدْرَةٍ، |
إذا ما هَفا الإنسُ لا تَهفُوان |
ألَمْ تَرَنا عُصُرَيْ دَهْرِنا، |
يؤودانِ بالثّقلِ، أو يأدوان؟ |
وما فتىءَ الفَتَيانِ، الحَياةَ، |
يَرُوحانِ بالشرّ، أو يَغدُوان |
عدُوّانِ، ما شَعَرا بالحِمامِ، |
فكَيفَ تَظنُّهُما يَعدوان؟ |
ألا تَسمَعُ، الآنَ، صَوتَيهما، |
بكلّ امرىءٍ فيهما يحدُوان؟ |
وما كَشفَ البَحثُ سرّيْهِما؛ |
وما خِلتُ أنّهما يَبدُوان |
وكمْ سَرَوا عالَماً أوّلاً، |
وما سَرُوَا، فمتى يَسرُوان؟ |
وبينهما أهلكَ، الغابرينَ، |
ما يقرِيانِ، وما يقرُوان |
إذا ما خَلا شَبَحي منهُما، |
فَما يُقفِرانِ، ولا يَخلُوان |
قَلَينا البَقاءَ، ولم يَبرَحا |
بنا، في مَراحِلِهِ، يقلُوان |
وكم أجلَيَا عن رجالٍ مَضَوا؛ |
وأخبارُ ما كانَ لا يَجلُوان |
كَما خُلِقا غَبَرَا في العُصو |
ر، لا يَرْخُصانِ ولا يَغلُوان |
تَمُرُّ وتَحلُوا لَنا الحادِثاتُ، |
وما يَمقَرانِ ولا يَحلُوان |
إذا تَلَوَا عِظَةً، فالأنا |
مُ لا يأذَنونَ لما يَتلُوان |
مُغِذّانِ بالنّاسِ، لا يلغُبانِ، |
وسَيفانِ للَّهِ لا يَنبُوانِ |
ولو خُلِقا مثلَ خَلقِ الجيادِ، |
رأيتَهما، في المدى، يكبُوان |
لعلّكُما، إن تَهُبّ الصَّبا، |
إلى بلَدٍ نازحٍ تَصبُوان |
فَلا رَيبَ أنّ الذي تُحبيا |
نِ، أفضلُ منهُ الذي تَحبُوان |
فَعِيشا أبِيّيْنِ للمخزِيا |
تِ، مثلَ السّماكَينِ لا تأبُوان |
إذا شَبّتِ الشِّعريانِ الوَقودَ، |
فَفي الحكمِ أنّهُما تخبُوان |
وكونا كريمَينِ بَينَ الأنيـ |
ـسِ، لا تنمُلانِ، ولا تأثوان |
إذا الخِلُّ أعَرضَ لم تُلفَيا، |
لسوءِ أحاديثِهِ، تنثُوان |
وإنْ لم تَهيلا، إلى مُعدِمٍ، |
طَعاماً، فيَكفيهِ ما تحثُوان |
وجَهلٌ مُرادُ كما في المَقيظِ، |
عَهداً من الوَردِ والأقحُوان |
وما الحادِيانِ سوى الجُندَبَيـ |
ـنِ، في حرّ هاجرَةٍ ينزُوان |
وما أمِنَ البازِيانِ القِصاص، |
وأن يُؤخذا بالذي يبزُوانِ |
فإنْ تُهْمِلا كلَّ ما تَخزُنانِ، |
فلَم يأتِ بالخَزْيِ ما تَخزُوانِ |
ولا تُوجَدَا أبَداً كاهِنَينِ، |
تَروعانِ قَوماً بما تخزُوان |
ونُصّا، إلى اللَّهِ، مَغزاكما، |
فذلكَ أفضَلُ ما تَغزُوان |
ولا تَعزُوَا الخَيرَ إلاّ إلَيهِ، |
فيَجني الشّفاءُ بما تَعزُوان |
وإنْ عُرّيَتْ كاسياتُ الغُصو |
ن، فلتكسُ بالدّفء من تكسُوان |
وضنّا بعُمرِكما أنْ يَضيعَ، |
ولا تُفْنِيا وقتَهُ تَلهُوان |
بذِكرِ إلهِكُما، فأبَها، |
لعَلّكُما بالتّقَى تبهُوان |
فيا رُبّ طاهي صِلالٍ يَبيتُ، |
متّخِذاً طَعمَهُ، يطهُوان |
وسيرَا، وساعَينِ، في المَكرُمات |
تِ، لا تدْلُجانِ ولا تقطُوان |
مَطا بِكُما قَدَرٌ، لا يزالُ |
جديداهُ، في غفلَةٍ، يَمطُوان |
فوَيْحٌ لخاطِئَتيْ مارِدٍ، |
تَنُصّانِ في ما لهُ تخطُوَان |